عيد ميلاد يوسف
رسالة من صديقتي الدكتورة هدى على المهدي أشارككم بها هنا
-----
عزيزتي أيهاث
أكتب لك من عيادتي..الساعة الان الثانية والنصف بعد منتصف الليل..الجو هادئ الى الان ولا توجد حالات صعبة.
البارحة كان عيد ميلاد زوجي يوسف(15 يوليو)..كنت أخطط لهذا اليوم من الأسبوع الماضي..فكرت مليا بالهدية التي يمكن أن تعجبه..وأخيرا عرفت..أشتريت له جهاز مشغل دي في دي متنقل ذو شاشة صغيرة لعلمي بشغفه بالأجهزة الالكترونية وغلفت الهدية في محل خاص لتغليف الهدايا..أخ عالفلوس اللي دفعتها ثمن لورق مصيره سلة المهملات..ولكن لا يهم, المهم أن يعجبه, وهذه لحظة أنا مستعدة أن أدفع فيها أي سعر يطلب مني..أنا ما عندي أغلى من يوسف.
قبل عيد ميلاده بيوم تلقى يوسف خبر سئ..كان بخصوص أحد أصدقاءه..أسمه "صالح"..بدون مقدمات أصيب بحالة أغماء وشخص الأطباء حالته بأن لديه ورما في المخ يستدعي جراحة عاجلة..وفي أثناء التجهيز للجراحة دخل في غيبوبة وتوقف قلبه عن النبض..سارع الأطباء في أنعاشه وأدخلوه غرفة العمليات وأجروا له عملية الاستئصال التي أستمرت خمس ساعات..كان يوسف أثناءها في المستشفى مع أقرباء صالح وذويه وهو مثلهم لم يصدق ما حصل لصالح..قال لي يوسف: أمس كنت عنده في المكتب وجلسنا نسولف لمدة ساعة ونصف, وضحكنا وتواعدنا عالعشا الاسبوع الجاي مع الأصدقاء,كيف يصير له هكذا"؟؟؟..حاولت أن أخفف عنه واهدئ من روعة, ولم أستطع أن أكتم مشاعر الحزن بداخلي..يوسف كل يوم يأتي من العمل ليقول لي ماذا عمل هو وصالح اليوم وكل يوم.
جاء اليوم التالي, يوم عيد ميلاده..وصحينا من النوم عبوسين وغير منشرحين من أثار ليلة البارحة ...أتصل يوسف ليسأل عن صالح,فقالوا له أن حالته مستقرة..لذلك أقترحت أن أعزمه عالغدا في الخارج ليرفه عن نفسه لكنه أعتذر وأكتفى بأن يأكل شئ بسيط في البيت ونشاهد فلما ما.
صارت الساعة الواحدة ظهرا..وحصل ما كنت أكره أن يحصل..فز يوسف من مقعده ليرد على مكالمة تلفونية أخبره فيها شقيق صالح بأنه توفى سريريا..ولا أمل هناك بأن يعود
خرج يوسف ولم يعد الا من ساعة واحدة فقط..عاد كي يودعني قبل أن أخرج للعمل
قبلته على جبينه وأعطيته الهدية وقلت له:"كل سنة وأنت طيب يا حبيبي"..أنا كنت أقولها كل سنة لكني هذه السنة قلتها وأنا مدركة لمعناها
صالح ترك وراءه ثلاثة أطفال,أعمارهم كأعمار أولادي,ذهب عنهم وهو مازال شابا يافعا كان يحلم بمستقبل جميل قبل دقائق فقط قبل أن يفقد الوعي ويغادر الدنيا
نظر يوسف الى الهدية, ثم وضعها جانبا,و أحتضنني وقال:" عودي لي سالمة,أرجوك"
قلت له:"لا تخاف,الله خير حافظا,وهو أرحم الراحمين"
بعد غد سيكون عيد ميلادي (17 يوليو)..لا أدري اذا يوسف جهز لي شئ كعادته أم لا, لا يهم,
أريده هو, أريد أن أراه بصحة وعافية أبد الدهر
ودمتم جميعا سالمين
-----
عزيزتي أيهاث
أكتب لك من عيادتي..الساعة الان الثانية والنصف بعد منتصف الليل..الجو هادئ الى الان ولا توجد حالات صعبة.
البارحة كان عيد ميلاد زوجي يوسف(15 يوليو)..كنت أخطط لهذا اليوم من الأسبوع الماضي..فكرت مليا بالهدية التي يمكن أن تعجبه..وأخيرا عرفت..أشتريت له جهاز مشغل دي في دي متنقل ذو شاشة صغيرة لعلمي بشغفه بالأجهزة الالكترونية وغلفت الهدية في محل خاص لتغليف الهدايا..أخ عالفلوس اللي دفعتها ثمن لورق مصيره سلة المهملات..ولكن لا يهم, المهم أن يعجبه, وهذه لحظة أنا مستعدة أن أدفع فيها أي سعر يطلب مني..أنا ما عندي أغلى من يوسف.
قبل عيد ميلاده بيوم تلقى يوسف خبر سئ..كان بخصوص أحد أصدقاءه..أسمه "صالح"..بدون مقدمات أصيب بحالة أغماء وشخص الأطباء حالته بأن لديه ورما في المخ يستدعي جراحة عاجلة..وفي أثناء التجهيز للجراحة دخل في غيبوبة وتوقف قلبه عن النبض..سارع الأطباء في أنعاشه وأدخلوه غرفة العمليات وأجروا له عملية الاستئصال التي أستمرت خمس ساعات..كان يوسف أثناءها في المستشفى مع أقرباء صالح وذويه وهو مثلهم لم يصدق ما حصل لصالح..قال لي يوسف: أمس كنت عنده في المكتب وجلسنا نسولف لمدة ساعة ونصف, وضحكنا وتواعدنا عالعشا الاسبوع الجاي مع الأصدقاء,كيف يصير له هكذا"؟؟؟..حاولت أن أخفف عنه واهدئ من روعة, ولم أستطع أن أكتم مشاعر الحزن بداخلي..يوسف كل يوم يأتي من العمل ليقول لي ماذا عمل هو وصالح اليوم وكل يوم.
جاء اليوم التالي, يوم عيد ميلاده..وصحينا من النوم عبوسين وغير منشرحين من أثار ليلة البارحة ...أتصل يوسف ليسأل عن صالح,فقالوا له أن حالته مستقرة..لذلك أقترحت أن أعزمه عالغدا في الخارج ليرفه عن نفسه لكنه أعتذر وأكتفى بأن يأكل شئ بسيط في البيت ونشاهد فلما ما.
صارت الساعة الواحدة ظهرا..وحصل ما كنت أكره أن يحصل..فز يوسف من مقعده ليرد على مكالمة تلفونية أخبره فيها شقيق صالح بأنه توفى سريريا..ولا أمل هناك بأن يعود
خرج يوسف ولم يعد الا من ساعة واحدة فقط..عاد كي يودعني قبل أن أخرج للعمل
قبلته على جبينه وأعطيته الهدية وقلت له:"كل سنة وأنت طيب يا حبيبي"..أنا كنت أقولها كل سنة لكني هذه السنة قلتها وأنا مدركة لمعناها
صالح ترك وراءه ثلاثة أطفال,أعمارهم كأعمار أولادي,ذهب عنهم وهو مازال شابا يافعا كان يحلم بمستقبل جميل قبل دقائق فقط قبل أن يفقد الوعي ويغادر الدنيا
نظر يوسف الى الهدية, ثم وضعها جانبا,و أحتضنني وقال:" عودي لي سالمة,أرجوك"
قلت له:"لا تخاف,الله خير حافظا,وهو أرحم الراحمين"
بعد غد سيكون عيد ميلادي (17 يوليو)..لا أدري اذا يوسف جهز لي شئ كعادته أم لا, لا يهم,
أريده هو, أريد أن أراه بصحة وعافية أبد الدهر
ودمتم جميعا سالمين
أدام الله لها يوسفَ..منذُ متى لم يقرأ المرء منا شيئًا بلسميًا كهذا..:)
تحياتي لكِ..ولها
٤:٤٩ ص
انا احب ميلاد يوسف
» إرسال تعليق