أحلم بأجازة
قبل أسبوع حلمت حلم غريب
حلمت أنني كنت في أجازة مع زوجي في جزيرة فانكوفر. ولكن لسبب ما زوجي لم يكن موجود معي في الحلم .... كان مشغول في مكان ثاني. كانت مهمتي البحث عن هوتيل للإقامة به أثناء الأجازة. كنت أمشي في شارع غير مؤلوف ومدينة جيدة علي. وفجأة أثناء تجوالي العشوائي في المدينة رأيت بيت. عرفت أنني يجب علي أن أدخله مع أنني أراه لأول مرة. دخلت للبيت ووجدت هناك إمرأة أقابلها لأول مرة. قالت لي أن إسمها كولين. قلت لها أنني سوف أسكن عندها في البيت أثناء أجازتي و أن زوجي سوف يصطحبني أيضاً. وافقت كولين بدون أي جدال أو حتي إستغراب ... وكأنها كانت تتوقع قدومي. البيت كان في حالة رثة. الأثاث ملخبط. أشياء مرمية على الأرض. لاحظت كولين إستيائي من حالة البيت وأكدت لي أنها سوف تنظف وترتب البيت قبل أن يأتي زوجي في المساء.
عندما إستيقظت من الحلم حاولت أن أحلل معناه ولكني لم أتوصل لشيئ. ولكنني لسبب من الأسباب تذكرت الأجازة الحقيقية التي قضيتها مع زوجي في "سان شاين كوست" أو ساحل الشمس قبل سنتين. خططنا أن نقضي هناك ثلاثة أيام لوحدنا. حيث طلبنا من المربية أن تبقى مع الأولاد خلال تلك الفترة. كانت بالنسبة لنا شيئ خاص جداً أن نقضي ثلاثة أيام لوحدنا لأننا نقضي معظم أوقاتنا مع الأولاد في جو أسري. كنا نحاول إستعادة ذكريات حياتنا الزوجية ما قبل الأولاد. كنت أبحث عن مكان رومانتيكي لكي نقضي به تلك الأيام الثلاثة. من الشائع في فانكوفر السكن في أماكن إسمها "بد أند بريك فاست" وهي عادة هوتيلات صغيرة تكون في أماكن تحيط بها الطبيعة بعيدا عن زحمة المدينة وتقدم الإفطار كل صباح. وجدت واحدة من هذه الهوتيلات الصغيرة على شاطئ البحر تحيط به الغابة وكان يبدوا جميلا جدا. قام زوجي بالإتصال وعمل الحجز. ولكن عندما وصلنا لهناك وجدنا المكان خالي وأصحابه لا ينتظرونا هناك لإدخالنا كما كان متفق عليه. يبدوا أنهم نسيوا أننا قادمين أو إنشغلوا. سقنا بسيارتنا لأقرب مركز تجاري وحاولت أن أتصل بأكثر من هوتيل مشابه في نفس المنطقة. بعد عدة إتصالات تكلمت مع إمرأة تدير واحدة من هذه الأماكن وقالت لي أن مكانها خالي وأننا نستطيع تأجير مكانها لمدة ثلاثة أيام
عندما طلبت منها أن تعطيني العنوان والإرشادات للوصول للمكان. سألتني هي عن المكان الذي أتصل منه. ذكرت لها أنني أتكلم من مركز تجاري. ردت علي أنها في نفس المركز التجاري وأنها تتكلم معي من الجوال التابع لها. وخلال دقائق وجدتها واقفة أمامي وإقترحت أن ألحق سيارتها بسيارتي حتي نذهب للمكان.
أخذتنا للهوتيل وأعجبتنا الغرفة وكذالك الموقع وقررنا قضاء عطلتنا هناك
في صباح اليوم الثالي ... جلسنا على مائدة الطعام ننتظر صاحبة الهوتيل وإسمها دايا أن تحظر لنا وجبة الفطور
زعترة: ألا تعتقدين أن صاحبة الهوتيل تبدوا وكأنها من دول أوروبا الشرقية
إيهاث: نعم
زعترة: ولهجتها كمان .... أعتقد أنها لهجة أوروبية
إيهاث: نعم أتفق معك
زعترة: مش يمكن تطلع من دولة تشوكوسلوفاكيا
إيهاث: في إحتمال
زعترة: طيب لمة تجي إسأليها عن دولة الأصل
إيهاث: لا أريد. لا أحب أن أتدخل في الأمور الشخصية للناس الآخرين.
زعترة: ولكن يمكن تطلع من تشوكوسلوفاكيا وتصيري تحكي معاها بالتيشيكي
إيهاث: لا أحب أن الأسئلة الطفيلية هذه
زعترة: ولكن أنا نفسي أسمعك تتكلمي بالتشيكي
إيهاث: يا أخي أنا مستعدة أحكي معاك بالتشيكي لما نكون لحالنا
زعترة: بس أنا عايز أسمعك تحكي تشيكي مع شخص تشيكي ثاني
إيهاث: لا أريد
زعترة: ما بتحبي تتعرفي على بنت بلدك؟
إيهاث: لأ
زعترة: ليش؟
إيهاث: مش عايزة وجع رأس. إذا طلعت دايا تشيكية (والإحتمال كبير أنها تشيكية) وعرفت أني بعرف تشيكي رح تقعد تحكيلي كل قصة حياتها. وكل تشيكي من جيلها عنده قصة شيقة عن كيف هرب من المعسكر الشيوعي. إما تخبى في خزان أو صندوق شحن. وبعدين رح تيجي قصة كيف وصلت على كندا ما بتعرف ولا كلمة إنجليزي ومافي في جيبتها غير عشرين دولار أمريكي ... وكيف عانت وتبهدلت حتى قدرت أن تضبط أمورها في هذه البلد. وبعدها رح تتوقع أن أحكيلها قصة حياتي. وطبعا قصة حياتي تختلف عن معظم التشيك ورح أقعد ساعة أشرح لها كيف أننا تركنا دولة التشوكوسلوفاكيا بشكل قانوني وبدون تخفي في صندوق شحن. ورح تنتهي بأن نقعد نبكي ونتكلم عن الحنين للوطن ونغني النشيد الوطني للجمهورية التشيكية ورح أسمع أن بالرغم من كل شيئ ارض بوهيميا هي أجمل أرض في العالم. ورح أقعد جنبها وأطبطب عليها. أنا في أجازة. عايزة أرتاح. عايزة أنبسط. بلاش وجع الرأس
جائت دايا تقدم لنا وجبة الفطور
زعترة: دايا؟ ممكن أسألك سؤال شخصي
دايا: طبعا
زعترة: هل أنت تشيكية؟
دايا: (بإستغراب) نعم! كيف عرفت؟
زعترة: لأن زوجتي تشيكية
إيهاث: (أهمس لنفسي) ... أوووووف! ما أثقل دمك يا أخي ..... فضولي بشكل
ما أن عرفت دايا أنني أتكلم التشيكية حتى جلست بجانبنا على مائدة الطعام و دبكنا كلام بالتشيكي لمدة ساعتين والمسكين زعترة قعد بيننا زي الأطرش في الزفة. بس يستاهل علشان يحرم يعملها مرة ثانية
ولسبب ما ذكرني الحلم الغريب عن زيارتي الأولى لدولة تشوكوسلوفاكيا بعد سقوط الحكم الإشتراكي
دخلت المطار وأنا في حالة توتر. قدمت جواز السفر للظابط. تفرج قليلا في جواز السفر وسألني عن سبب الزيارة. قلت له "زيارة العائلة". ختم جوازي وأرجعه بإبتسامة عريضة قائلاً: "أهلا بك في بلادك"
وقفت أمامه مثل البلهاء
لم أعرف كيف أتصرف
كان موقف جديد
وين التفتيش؟ وين الشرطة التى تفتح كل شنطة وتمر على كل غرض
وين التحقيق الذي يستمر ساعة ويحتوى على أسئلة تفور الدم
وين الظباط الذين شكلهم وتكشيرتهم تقطع الخلف؟
شو حاطين لي واحد شاب مبتسم حليوة ولا بيخوف ولا شي؟
سألني الظابط: "هل هناك شيئ خلط؟"
كان بودي أن أقول له :" يا أخي ما بستمتع بالزيارة للبلد إلا لمة أكل بهدلة في الدخلة والطلعة. ما بتعرف إنه أمثالي خطر على أمن الدولة؟"
ولكني لم أقل له ذالك. أخذت الجواز وشكرته وذهبت
من التشيك !!!؟؟؟
وبتتكلمى عربى ؟؟؟؟
اكيد اصلك عربى او على الاقى والدك او والدتك عربية
مش غريبة دى
٥:٢١ ص
ايهاث الرحمة
انا توهت ... لازم تكتبي لنا في يوم من الايام عن تاريخ العائلة
» إرسال تعليق