فرحة الموسم
عندما إشترينا بيتنا الذي نسكن فيه حالياً كانت هناك شجريين صغيرتين في الحديقة الأمامية للمنزل. لم يكن منظرهم جميل أو مثير ولم أكترث كثيراً لهذه الشجيرات الصغيرة. ولكن ما أن إنتهي شهر أبريل حتى .... واو! ما هذا الجمال! .... وردت من الشجيرات زهور كبيرة الحجم وزاهية الألوان.


كل سنة أقطف واحدة أو إثنتين من هذه الزهور وأضعها في مكتبي لكي تدخل البهجة في قلبي طوال اليوم


كل سنة أقطف واحدة أو إثنتين من هذه الزهور وأضعها في مكتبي لكي تدخل البهجة في قلبي طوال اليوم
يقال علي ذمة (من قال؟!) أن مسابقة لصيد غزالة " بأقل أضرار ممكنة قد أقيمت لحماة الأمن القومي العربي علي مضمار يقع شمال الحقيقة في سويداء الدهاليز الخلفية (لنادي الخفّ العربي)، رعي الله منتسبيه وحفظهم ــ حسبما شاءوا وليس كما شئنا ــ أسفرت عن عودة رجال المرور الي منصة (الحكّام) وقد ألقوا القبض علي حمار هارب من حضيرته عكّر صفو الأمن في السباق، فمنحوا العديد من الأوسمة تقديرا لهذه (الإلتفاتة) الذكية التي مهدت للأجيال القادمة حرية المرور بأمان في طرق آمنة من (كل ليبرالي ضال)! ثم أعقبتهم الشرطة المحلية في عرض مهيب تتقدمه جثة كلب سائب هدّد الجمهور (بالويل والثبور وعظائم الأمور) فأعيدت صياغة شعار (الشرطة في خدمة الشعب) بالبنط العريض مزدانا بالفضة والذهب، وكانت الجائزة مزيداً من وسائل (مكافحة الشّغب)!
وفي تطور، غير محسوب علي أي تطور، عاد فريق الأجهزة الأمنية الخاصة بمشتبه به إدعي أنه (غزالة!) كان يتعاطي الحشيشة (الأيرافغانية) نكاية بمخدرات أمريكا الجنوبية، وهو ممن يوصفون بغموض الموقف من تصدير (السواح المسالمين) الي العراق في هذه الأيام، وقد ثبتت في هلوساته شظايا قنابل وألغام، ممّا إستدعي إخفائه فوراً عن منصة التحكيم كي تسهل مهمة إلقاء القبض علي بقية الحشاشين الذين تكاثروا خلافا لنصائح رجال الدين! وبذلك خرج هذا الفريق مبكراً من السباق واعداً أن يظهر مهاراته الأخري يوم تحرير شعب (الواق واق)! وأثناء ذلك عاد فريق الجيش العربي الموحد، قبل أن يكمل في السباق مرحلة (أبجد)، بثعلب قتيل، بلا أذنين وبلا ذيل، وأفاد جنرال الفريق أن (هذا الماثل أمامكم) كان غزالة قبل أن يطلق عليه الجنود النار، فمنح نوط شجاعة وسيف حق علي إنجازه العسكري المذهل، ولكن فريق الأمن الداخلي عاد بذئب مبروم الشاربين، سليما، بلا إصابات، يتهادي بأبهة بين الحضور، موزعا التحيات والإبتسامات مشفوعة بأطيب الدعاءات، وقبل أن يستنكر الحكام الإخلال المشهود أمر (المحقق الأقدم) الذئب: تكلم! فقال الذئب (بكامل قواه العقلية والبدنية؟!): أنا أيها السادة غزالة إذا أردتم ألاّ تشووني ولا تقلوني ولا تسلقوني! وأنا ذئب من ذوي الخبرات الطويلة في الصيد والإفتراس، لا يهمني ذيل، في الفريسة ولا راس! لا مانع عندي من الرضي بوظيفة (أليف داجن) إذا حرست ما تمتلكون من حيوانات وبشر، آكل منهم ما ترمونه لي فضلات، وأجوع حتي مليون سنة أخري، إذا شئتم يا أصحاب المقامات! فقط خلّصوني من هذا الفريق الذي ألقي القبض عليّ أثناء تعاطي خطبة الجمعة في جمع من المؤمنين، من أمثالي، الذين أعلنوا ألاّ فرق بين ذئاب ونعاج! وأن للثعالب ذات الحقوق التي يستحقها الدجاج! أنا (عنترة) إذا شئتم أكرّ وأفرّ حتي يتساوي الساقط بالحاج، أحلب نوقكم وأنظف مغاسلكم وأبخر غرف نومكم ما دمت في دهاليزكم الجليلة أنعم بالطعام والأمان! وهذه إفادتي! وهذا إعترافي الأول والأخير بشهادة قرد وبعير! فإجتمعت (ظلال الله علي الأرض) ومنحت الجائزة الكبري لفريق الأمن الخاص، ثم منحت (المجني عليه) وظيفة غزال في الأمن القومي لمهمة مراجعة ملف الإصلاحات المعاصرة لغرض النهوض بعالمنا العربي من الدرجة الأخيرة التي إحتلّها عن جدارة في سلم التطوّر الي درجة خارج التاريخ كي لا يطلع علي أسرارنا القومية الخطيرة أحد!
» إرسال تعليق