في القدس لنا صديق إسمه سيمون من أصل كندي. أنا وزعتره نلقبه بإسم أبو سوسه. أبو سوسه لا بعرف سياقة السياره ولا يملك أجازة سياره. ولأنه يعمل في مركز أبحاث مرتبط بالجامعه العبريه وبشرف على أبحاث تجري في صحراء النقب...إذاً هو مضطر أن يجد من يسوق به إلى هناك كل مره. وفي أحد المرات أقنعني أن أكون أنا السائق المرافق له. أنا شخصياً أحب الصحراء وكنت أعتبرها رحله تنزه. وخصوصاً أننا كنا نستخدم جيب تابع لمركز الأبحاث إذاً كنت أسوق بشكل أرعن في الصحراء بدون أن أهتم لأن السياره ليس سيارتي. الشيئ الوحيد الذي كان يزعجني أن أبو سوسه يجلس بجانبي في السياره ويعطيي إرشادات سياقه. "لا تسرعي...هدئ السرعه...خذي المجري اليمين...إلخ". يكون نفسي أقوله "يا أخي أنت لا تعرف السياقه إذاً لا تتدخل في سياقتي" ولكني كنت اسكت. أستمع إلي كلامه تاره وتاره أخرى أتجاهله وأفعل ما أريد.
المهم
بعد سياقه دامت ثلاثة ساعات إقتربنا من المكان المقصود ولكن وجدنا حاجز جيش يقطع الطريق. إقتربنا من حاجز الجيش حتي نطلب منهم أن يسمحوا لنا بالمرور. قال لنا الجندي الإسرائيلي أننا ممنوع أن ندخل إلى الصحراء إذا لم يكن معنا سلاح للحمايه لأن هناك خطر من الإرهابيين ومن العمليات الإرهابيه.
طبعاً لم أكن أنا أو أبو سوسه نحمل أي نوع من أنواع السلاح
حاولت أن أقنع الجندي أن يدعنا أن نمر...قلت له أننا هنا بهدف أبحاث علميه ولسنا نخاف من عمليات إرهابيه. الجندي هز رأسه. "الأوامر دقيقه....بدون سلاح ... ممنوع العبور"
يا أخي أجيبلك سلاح من فين؟ وحتى إذا كان عندي سلاح...لا أعرف إستخدامه
أبو سوسه أشر لي بيده وطلب مني أن أجلس في الجيب. وقال لي أنه سوف يحاول أن يتكلم مع الجندي.
رح تتكلم معاه كيف؟ لما لا تعرف سوى اللغه الإنجليزيه؟
أبو سوسه مثل معظم المهاجرين الكنديين والأمريكان كان يصر على التكلم بالإنجليزيه ويرفض أن يتعلم أي من اللغات المحليه. وتجد أن هؤلاء يسكنون في قوقعه مغلقه ولا يتفاعلون مع المجتمع من حولهم.
ولكن أبو سوسه أثبت لي أن الواحد يقدر أن يتواصل مع الناس حتى بدون لغه. أخرج الشكلاته والفواكه والتشيبس وقدمه للجنود. الذين هجموا على الأكل كأنه كتيبه من الإرهابيين. وبعدها قدم لهم بعض من العصير. لم أسمع ماذا كانوا يقولون ولكني كنت أرى الجنود و أبو سوسه يهزون رؤسهم وكأنهم متفقين على شيئ ما. وبعدها بعشر دقائق وجدت أحد الجنود يدخل ليجلس بجانبي في السياره. نظرت إلي سيمون لأستفهم. فشرح لي أن الدخول إلي الصحراء ممنوع بدون حمل سلاح ولكن واحد من الجنود تطوع أن يرافقنا ومعه مسدس الرشاش التابع له وبذاك نكون قد طبقنا الأوامر لأننا دخلنا ومعنا سلاح.
يلا يا إيهاث ... سوقي الجيب
جلس الجندي بجانبي وكان يريد أن يدردش. أصبح يسألني أسأله كثيره عن نفسي وأنا أفتعل أنني مركزه على السياقه وأتجاهله. وعندما وجدني غير راغبه في الكلام قرر أن يقص علي كل قصة حياته من اليوم الذي إنولد فيه حتى اليوم.
أعتقد أن الجندي هذا يمل من الجلوس في الصحراء لمدة طويله ووجوده مع وجوه جديد كان شيئ مثير يبعث على التحديث من مهامه الرتيبه اليوميه ولذالك يستغل الفرصه في الثرثره لأنه لن يجد من يتكلم معه لاحقاً
وأخيراً وصلنا إلى غايتنا وكنت أساعد أبو سوسه في مهام عمله.
وقف الجندي يراقبنا وأخذ في التدخين...السيجاره وراء الثانيه
وبعد أن إنتهينا من عملنا وقفت بجانب الجندي وطلبت منه إذن أن أصوره بكامرتي. لا أعرف لماذا فعلت ذالك حيث أنني كنت أتجاهله طوال الطريق بقلة أدب. الجندي إبتسم إبتسامه عريضه تدل علي الموافقه. وما أن سمع أبو سوسه ذالك حتي أخذ الكاميرا من يدي وصمم أن أكون كذالك في الصوره. وفجأه وبدون أي إنذار قلع الجندي مسدس الرشاش عن كتفه ورماه على وقال لي "خذي"
وجدت نفسي مع مسدس رشاش في يدي, جندي إسرائيلي أمامي. نحن في الصحراء ولا يوجد أي أحد يرى أو يسمع سوى أبو سوسه وهو جبان يخاف من ظل الحمامه التي تطير فوق رأسه.
في تلك اللحظه مرت في ذهي أفكار عديده مرعبه
خطر في ذهني أن أقول للجندي أنني عراقيه وأن زوجي فلسطيني حتى تأتيه سكته قلبيه
خطر في ذهني أن أصيح "الله أكبر" و يأتيه إسهال مع صدمه نفسيه
وخطر في ذهني أفكار ثانيه مرعبه ولكني لا أرغب في الكلام عنها
في النهايه رميت السلاح بسرعه للجندي. الثواني القليله التى حملت السلاح فيها أرعبتني
وهنا صورة "سبع البرمبه" الذي سلم سلاحه للإرهابيه بنفسه وبجانبه الإرهابيه الخائبه