عرس الجليل
في فانكوفر – كنوع من التوعيه للقضيه الفلسطينيه كنا زمان نعمل عرض للأفلام الفلسطينيه. وكلما أتى سيرة فلسطينيون الداخل يذكر الناس فلم "عرس الجليل". في بداية التسعينات حظرت هذا الفلم عدة مرات حتى مللته. لا تفهموني خطأ.... الفلم جيد ويستحق الإهتمام ولكنه ليس بالجوده بحيث تتمني أن تراه مره بعد مره بعد مره. الحمد لله أصبحت هناك أفلام جديده من إخراج عرب ال 48 و تاب علينا الرب من رؤية نفس الفلم مرات عديده. لازلت أتذكر وجه زوجي عند مشاهدة هذا الفلم. كان يعطيني تعليقاته.
"هذا الشارع كنت أمشي فيه"
هذا الممثل كنت أعرفه شخصياً"
"والدتي تطبخ بنفس الطريقه"
كان يتفرج علي الفلم كأنه فلم شخصي مصور للعائله أو كأنه يتفرج على ألبوم الصور الشخصي. الفلم يسترجع عنده ذكريات الطفوله والمراهقه. وبعدها يحكي لي عن قصص من تلك الأيام.
طبعاً إسم الفلم يذكر الكنديين بعرس ثاني.... بعرس الجليل المذكور في الإنجيل ... حظره السيد المسيح في منطقة الجليل في قرية قانا. وعندما إنتهي النبيذ في بداية العرس قام المسيح بمعجرة تحويل الماء إلى نبيذ.
اليوم قرية قانا هي قرية فلسطينيه إسمها كفر كنّا. ويباع هناك نبيذ رديئ النوع يشتريه السواح فقط كي يقولوا لأصدقائهم أنهم إشتروا النبيذ من قانا المذكوره في الإنجيل. ولكن كل هذا لا يهمني. أذكر لكم كفر كنا لأن الكثيرين من أقرياء زوجي يسكنون هناك. زوجي تربي في قريه المشهد التي تبعد 15 دقائق مشي عن كفر كنا. قرية المشهد ليست مذكوره في الإنجيل ولا يأتيها السواح الأجانب ولكن حظرت فيها الكثير من الأعراس الذي جعلني أفهم لماذا يستحق عرس الجليل الذكر في كتاب سماوي.
عندما زرت قرية المشهد لأول مره كانت الأعراس إحدى الأشياء التي بهرتني لإن العرس هناك يختلف تماماً عن أي عرس حظرته في أي مكان ثاني. الكثير من الأعراس العربيه أصبحت تشابه الأعراس الغربيه. فستان أبيض. كعكه بيضاء. حفله في قاعه. فرقة موسيقي .... إلخ. في المشهد والقرى الفلسطينيه الثانيه لا تزال الأعراس تحافظ علي الطابع التقليدي الجميل.
مراسيم الزواج تقام عبر ثلاثة أيام. يوم للإحتفال بالعروسه. ويوم للإحتقال للعريس و ثم يوم العرس الكبير للإثنين. العرس يشارك فيه كل سكان القريه و حتي القرى المجاوره. الإحتقالات تقام في الشارع و في الساحه المركزيه و يرقص الرجال و النساء الدبكه و تغني الناس الأغاني الفلسطينيه التقليديه وتظهر الطبول و ترتفع الزعاريد و يعم جو الفرحه في كل القريه. ويوم العرس يركب العريس فرس و ويمشي في شوارع القرية وخلفه الناس يرقصون ويطبلون ويغنون.
جو خاص يختلف عن الأعراس الثانيه
كنت أحب أن أقوم في الصباح يوم العرس لرؤية النساء أثناء الطبيخ للعرس. يقوم بالطبيخ نساء معينات هن المتخصصات في طبيخ الأعراس لكل القريه. لا يسمحون للنساء الصغيرات في العمر من أمثالي للإقراب من أي مهام الطبيخ. مسموح لنا فقط المراقبه من بعيد ونشارك فقط في تنظيف الصحون والقدور من بعد نهاية الطبيخ. يطبخون في الحوش الخارجي للمنزل على نيران مفتوحه في قدور كبيره لم أري مثلها في حياتي. كل قدر يبدوا مثل خزان ماء ولكنه مدور. الحجم الكبير للقدور تلك كانت تذهلني وكمية الطعام كانت لا تصدق. لا داعي لحظور المسيح أو أي نبي ثاني لعمل المعجزات. الأكل كان يكفي الآلاف. طبيخ العرس هو دائماً نفس الأكله..... منسف. وهي أكله فلسطينيه تتكون من الرز ولحم الخروف وصلصة اللبن. هم هم هم هم هم. لم أكن أشارك في الطبيخ غير في المراقبه ولكن وقت الأكل كنت أقوم بدوري وزيادة.
وهنا إحدي الصور التى إلتقطها أثناء عرس في قرية المشهد
