شيئ مذهل
"أنت إنسانه مذهله!" ....قال لي زميلي في العمل.
كان هذا أول أسبوع أقظيه في عملي الجديد في إسرائيل. أثناء هذا الأسبوع أتي لزيارة الشركه وفد من شركاء العمل من أمريكا وبريطانيا. قررت الشركه لإستضافة كل الزائرين لرحله بريه في صحراء النقب. ولسبب ما قررت الشركه أن تكون إيهاث مرافقه للوفد في هذه الرحله. لا أدري لماذا إختاروني أنا بذات لهذه المهمه. أعتقد أنهم إختاروني أنا لأنني أتقن اللغه الإنجليزيه وأرادوا أن يرافق الوفد من يستطيع الكلام بالإنجليزيه طوال اليوم. أنا لم تكن تهمني الأسباب. كانت بالنسيه لي رحله ببلاش. وكذالك أنا أحب الصحراء ومنظر الرمال وصوت الهدوء.....الصمت في الصحراء ساحر. وبما أنني وصلت لدولة إسرائيل منذ ثلاث أسابيع فقط، كانت بالنسبه لي فرصه لإستكشاف شيئ جديد ومغامره جديده.
في الصباح، إجتمع الجميع في فندق الماريوت لتناول وجبة الإفطار. وهناك تعرفت علي جيسون الزائر من الولايات المتحده. وعندما قدم الطعام، أصبح جيسون ينظرإلي الطعام بعصبيه. سألته ما بالك؟ هل هناك شيئ لا يعجيك في الطعام؟ قال لي جيسون أنها أول مره يزور دولة إسرائيل وأنه غير متأكد من مناسبه الأكل فهو قلق من الأمراض والبكتيريا و الإسهال و أمراض المعده و....و....
وأصيح يسألني بصفتي زائره حديثه من دوله متقدمه عن إذا أصبت بأي أمراض من بعد أن أكلت من الطعام المحلي. "هل أصابك إسهال؟ هل أصابك مغص في المعده؟..." كان نفسي أن أقوله أن أسألته تبعث للغثيان وللمغص علي طاوله الأكل وليس الطعام....ولاكني تماكت نفسي. قلت له من منطلق النكته " لا تقلق. مستشتفي هداسا يبعد عنا مسافة دقائق ويقال أنه أحسن مستشفي في البلد. فإذا إحتجت غسيل معده بعد أن تأكل فلا يوجد في ذالك أي مشكله" نظر إلي جيسون نظرة قلق. لايعرف إذا كنت قد أمزح أم أتكلم بجد. ولاكن كيفن الزائر من بريطانيا أصبح يضحك بصخب. الإنجليز دائماً عندهم روح النكته أكثر من الأمريكان. وعندما أنهينا وجبة الفطور أتي الباص لكي ينقلنا إلي الصحراء. قررت أن أجلس بجانب كيفن في الباص لأنه علي الأقل يبدوا كإنسان مرح ، سهل الكلام معه. لم أكن أريد أن أمضي بقية الرحله وأنا أسمع تفاصيل عن حراكات الأحشاء المعويه.
حدثني كيفن قليلاً عن نفسه. تبين أنه إنجليزي يسكن في لندن ولاكنه حديثا نقل من السكن في دولة تشيكوسلوفاكيا حيث كان مقيماً لمدة 4 سنين. ما أن سمعت ذالك حتي سألته علي الفور إذا كان يعرف اللغه التشيكيه. فرح كيفن كثيراً عندما سمعني أتكلم معه باللغه التشيكيه و أصيح يتكلم معي بالتشيكيه بدل الإنكليزيه متياهياً بمهارته في اللغه التي تعلمها عل مر أربع سنوات من مسكنه في تلك الدوله. أصيح يتناقش معي في السياسه التشيكيه. والصراحه أنني لا أتابع الأخبار اليوميه في دولة تشيكوسلوفاكيا ولا أعرف عن الأحداث المحليه سوي الخطوط العريضه. إستغرب كيفن ذالك مني وأخذ علي عاتقه أن يثقفني عن كل صغيره وكبيره تجري في دولة مسقط رأسي.
توقفنا في الصحراء. وقرر دليل الرحله أن يعمل قهوه لنا علي موقد ناري صغير. وكذالك أعطانا البسكويت والشكلاته للأكل مع كوب القهوه. وفجأة إنهال علينا سيل من بحر من الأولاد البدو من الذين يسكنون في صحراء النقب. أخذ الأولاد يقولون "أعطينا بسكويت. أعطينا شوكلاته". أعطيت الأولاد كل ما لدي من بسكويت ومن شوكلاته. والدليل الملازم لنا ينهرني عن ذالك. "إذا أعطيت لهم شيئاً فلن تتخلصي منهم بعد ذالك. أنا أم....كيف أكل بسكويت أمام أطفاب يتفرجون علي؟ لا أستطيع أن أفعل ذالك. وبعدها مد الأولاد يديهم إلي الأمام وأخذوا يطلوبون شيئا اخر "أعطينا دولار.....أعطينا دولار......أعطينا دولار". مددت يدي إلي الأمام مثلهم وقلت "ما في عندي دولار.....أنت أعطيني دولار". ثم صرت أمر علي كل ولد أقول و أمثل أنني أشحذ منه " أعطيني دولار..... أعطيني دولار الله يخليك". تشقلب الأولاد من الضحك. كانت مفاجئه بالنسبه لهم أن السائحه ألتي تلبس قبعة الشمس الكبيره و نظارات الشمس وتبدوا مثل أي سائحه أخري رأوها في السابق، تتكلم معهم بالعربيه. وتجمع الأولاد من حولي و أصبح كل واحد يريد الكلام معي. كل واحد يريد أن يحكي لي عن نفسه وعن عائلته. نظر لي كفين نظرة ذهول. وقال لي عبارته تلك التي لا زالت ترن في ذاكرتي.
"أنت إنسانه مذهله......هل تتكلمين كل لغات العالم وأينما تذهبين تتكلمين مع الناس بلغتهم المحليه؟"
قلت له "لا أتكلم كل لغات العالم ولكنني أتكلم العربيه والتشكيه"
قال كفين "ياله من خليط غريب من اللغات. كيف تعلمتي هذه اللغات المختلفه عن بعضها تماماً؟"
قلت له "هذه روايه طويله سوف أرويلك إياها في الباص أثناء طريق العوده. ولكن دعني أروي لك قصه من طرائف الذهول بما يمت بمعرفة اللغه العربيه مع اللغه التشيكيه:"
هذا حادث حصل مع أخي. أنا لم أكن موجوده ولكني سمعت القصه لربما مئات المرات وبوصف دقيق أكاد أجزم أنني رأيت الحادثه بنفسي.
في سن المراهقه كنا ساكنين في دولة الكويت. كان أخي يتنزه مع إثنين من أصدقائه في سوق السالميه. كان أخي يلبس الدشداشه مثل الشباب الكويتين. لاحظ أخي زوج مع زوجته يمشون بجانب بعض وقد بان عليهما التوتر وكأنهما تواً أنهوا جدال زوجي محتد. كان الإثنان يتحدثون مع بعض بشكل عصبي باللغه التشيكيه وماخذين حريتهم إلي أقصي حد في الكلام لأنهم ليسوا متوقعيت أن يكون هناك شخص آخر يفهم هذه اللغه النادره. وبعد قليل سألت الزوجه زوجها عن الوقت باللغه التشيكيه. فأجابها أنه لا يعرف الوقت لأنه ترك ساعته في البيت. تنفرفزت الست الهانم وقالت له "إذهب وإسأل أحد هؤلاء العرب الأغبياء عن الوقت!". إقترب الزوج من أخي وسأله بلغه إنجليزيه ضعيفه "تسمح تقول لي الوقت؟". فرد عليه أخي بتشيكيه سليمه "أنا أسف، لا أستطيع أن أقولك الوقت. فأنا عربي غبي لا أعرف أن أقرأ الساعه"
يقول أخي أن نظرة الذهول علي وجه الرجل في تلك اللحظه كانت تساوي مليون دينار.
كان هذا أول أسبوع أقظيه في عملي الجديد في إسرائيل. أثناء هذا الأسبوع أتي لزيارة الشركه وفد من شركاء العمل من أمريكا وبريطانيا. قررت الشركه لإستضافة كل الزائرين لرحله بريه في صحراء النقب. ولسبب ما قررت الشركه أن تكون إيهاث مرافقه للوفد في هذه الرحله. لا أدري لماذا إختاروني أنا بذات لهذه المهمه. أعتقد أنهم إختاروني أنا لأنني أتقن اللغه الإنجليزيه وأرادوا أن يرافق الوفد من يستطيع الكلام بالإنجليزيه طوال اليوم. أنا لم تكن تهمني الأسباب. كانت بالنسيه لي رحله ببلاش. وكذالك أنا أحب الصحراء ومنظر الرمال وصوت الهدوء.....الصمت في الصحراء ساحر. وبما أنني وصلت لدولة إسرائيل منذ ثلاث أسابيع فقط، كانت بالنسبه لي فرصه لإستكشاف شيئ جديد ومغامره جديده.
في الصباح، إجتمع الجميع في فندق الماريوت لتناول وجبة الإفطار. وهناك تعرفت علي جيسون الزائر من الولايات المتحده. وعندما قدم الطعام، أصبح جيسون ينظرإلي الطعام بعصبيه. سألته ما بالك؟ هل هناك شيئ لا يعجيك في الطعام؟ قال لي جيسون أنها أول مره يزور دولة إسرائيل وأنه غير متأكد من مناسبه الأكل فهو قلق من الأمراض والبكتيريا و الإسهال و أمراض المعده و....و....
وأصيح يسألني بصفتي زائره حديثه من دوله متقدمه عن إذا أصبت بأي أمراض من بعد أن أكلت من الطعام المحلي. "هل أصابك إسهال؟ هل أصابك مغص في المعده؟..." كان نفسي أن أقوله أن أسألته تبعث للغثيان وللمغص علي طاوله الأكل وليس الطعام....ولاكني تماكت نفسي. قلت له من منطلق النكته " لا تقلق. مستشتفي هداسا يبعد عنا مسافة دقائق ويقال أنه أحسن مستشفي في البلد. فإذا إحتجت غسيل معده بعد أن تأكل فلا يوجد في ذالك أي مشكله" نظر إلي جيسون نظرة قلق. لايعرف إذا كنت قد أمزح أم أتكلم بجد. ولاكن كيفن الزائر من بريطانيا أصبح يضحك بصخب. الإنجليز دائماً عندهم روح النكته أكثر من الأمريكان. وعندما أنهينا وجبة الفطور أتي الباص لكي ينقلنا إلي الصحراء. قررت أن أجلس بجانب كيفن في الباص لأنه علي الأقل يبدوا كإنسان مرح ، سهل الكلام معه. لم أكن أريد أن أمضي بقية الرحله وأنا أسمع تفاصيل عن حراكات الأحشاء المعويه.
حدثني كيفن قليلاً عن نفسه. تبين أنه إنجليزي يسكن في لندن ولاكنه حديثا نقل من السكن في دولة تشيكوسلوفاكيا حيث كان مقيماً لمدة 4 سنين. ما أن سمعت ذالك حتي سألته علي الفور إذا كان يعرف اللغه التشيكيه. فرح كيفن كثيراً عندما سمعني أتكلم معه باللغه التشيكيه و أصيح يتكلم معي بالتشيكيه بدل الإنكليزيه متياهياً بمهارته في اللغه التي تعلمها عل مر أربع سنوات من مسكنه في تلك الدوله. أصيح يتناقش معي في السياسه التشيكيه. والصراحه أنني لا أتابع الأخبار اليوميه في دولة تشيكوسلوفاكيا ولا أعرف عن الأحداث المحليه سوي الخطوط العريضه. إستغرب كيفن ذالك مني وأخذ علي عاتقه أن يثقفني عن كل صغيره وكبيره تجري في دولة مسقط رأسي.
توقفنا في الصحراء. وقرر دليل الرحله أن يعمل قهوه لنا علي موقد ناري صغير. وكذالك أعطانا البسكويت والشكلاته للأكل مع كوب القهوه. وفجأة إنهال علينا سيل من بحر من الأولاد البدو من الذين يسكنون في صحراء النقب. أخذ الأولاد يقولون "أعطينا بسكويت. أعطينا شوكلاته". أعطيت الأولاد كل ما لدي من بسكويت ومن شوكلاته. والدليل الملازم لنا ينهرني عن ذالك. "إذا أعطيت لهم شيئاً فلن تتخلصي منهم بعد ذالك. أنا أم....كيف أكل بسكويت أمام أطفاب يتفرجون علي؟ لا أستطيع أن أفعل ذالك. وبعدها مد الأولاد يديهم إلي الأمام وأخذوا يطلوبون شيئا اخر "أعطينا دولار.....أعطينا دولار......أعطينا دولار". مددت يدي إلي الأمام مثلهم وقلت "ما في عندي دولار.....أنت أعطيني دولار". ثم صرت أمر علي كل ولد أقول و أمثل أنني أشحذ منه " أعطيني دولار..... أعطيني دولار الله يخليك". تشقلب الأولاد من الضحك. كانت مفاجئه بالنسبه لهم أن السائحه ألتي تلبس قبعة الشمس الكبيره و نظارات الشمس وتبدوا مثل أي سائحه أخري رأوها في السابق، تتكلم معهم بالعربيه. وتجمع الأولاد من حولي و أصبح كل واحد يريد الكلام معي. كل واحد يريد أن يحكي لي عن نفسه وعن عائلته. نظر لي كفين نظرة ذهول. وقال لي عبارته تلك التي لا زالت ترن في ذاكرتي.
"أنت إنسانه مذهله......هل تتكلمين كل لغات العالم وأينما تذهبين تتكلمين مع الناس بلغتهم المحليه؟"
قلت له "لا أتكلم كل لغات العالم ولكنني أتكلم العربيه والتشكيه"
قال كفين "ياله من خليط غريب من اللغات. كيف تعلمتي هذه اللغات المختلفه عن بعضها تماماً؟"
قلت له "هذه روايه طويله سوف أرويلك إياها في الباص أثناء طريق العوده. ولكن دعني أروي لك قصه من طرائف الذهول بما يمت بمعرفة اللغه العربيه مع اللغه التشيكيه:"
هذا حادث حصل مع أخي. أنا لم أكن موجوده ولكني سمعت القصه لربما مئات المرات وبوصف دقيق أكاد أجزم أنني رأيت الحادثه بنفسي.
في سن المراهقه كنا ساكنين في دولة الكويت. كان أخي يتنزه مع إثنين من أصدقائه في سوق السالميه. كان أخي يلبس الدشداشه مثل الشباب الكويتين. لاحظ أخي زوج مع زوجته يمشون بجانب بعض وقد بان عليهما التوتر وكأنهما تواً أنهوا جدال زوجي محتد. كان الإثنان يتحدثون مع بعض بشكل عصبي باللغه التشيكيه وماخذين حريتهم إلي أقصي حد في الكلام لأنهم ليسوا متوقعيت أن يكون هناك شخص آخر يفهم هذه اللغه النادره. وبعد قليل سألت الزوجه زوجها عن الوقت باللغه التشيكيه. فأجابها أنه لا يعرف الوقت لأنه ترك ساعته في البيت. تنفرفزت الست الهانم وقالت له "إذهب وإسأل أحد هؤلاء العرب الأغبياء عن الوقت!". إقترب الزوج من أخي وسأله بلغه إنجليزيه ضعيفه "تسمح تقول لي الوقت؟". فرد عليه أخي بتشيكيه سليمه "أنا أسف، لا أستطيع أن أقولك الوقت. فأنا عربي غبي لا أعرف أن أقرأ الساعه"
يقول أخي أن نظرة الذهول علي وجه الرجل في تلك اللحظه كانت تساوي مليون دينار.
هاها....
موقف اخيك رائع...
و بعدين انا كمان بعرف أحكي تشيكي حتى شوفي : فاسلاف هافيل... :)
شو رأيك؟
١١:١٧ ص
Halo! Mohammed nazdar! , jak se máte? Oznámit mne více kolem tvůj Čech schopnost být příjemný
١١:٢٢ ص
دي شتيمة ؟؟
:)
١١:٤٣ ص
Mohammed,
Být příjemný mluvit do mne do Čech dle tek dále.
٤:٤٣ م
Ok elen I'm citlivý , šťastný teď?
٤:٥٢ م
فاتسلف هافل رح يكون فخور فيه عندما يعرف أني علمت محمد في مصر كم كلمه بل اللغه الأم
:-)
٥:١٢ م
být zavázán až k online dešifrování služby
٩:٠٩ م
First you got me to blog in Arabic, now you are getting me to write in Czech, what is next Mohammed? Start a blog in Hebrew? Have mercy on me, will you?
٧:٥٨ م
تذكّرتُ قصّتك اليوم وأنا آكل في المطعم الأثيوبي...
كان هناك رجل أمريكيّ يتحدّث الأمهريّة (لغة الأحباش) بطلاقة،
ووقتها تذكّرت القصّة. كدتُ أن أقول شيئاً بالعربيّة أمامه، ولكنّني اعتبرتُ بما حدث للتشيكيّ، فآثرتُ الصمتَ.
وبعدين، إن أردتم التحدّث بالتشيكيّة، فاستخدماها في الإي ميل... أحنا مش فاهمين حاجة
ـ
٨:٢٢ م
ihath, I can't blog in Arabic...maybe Kurdish, maybe Hebrew..not much:). Only in English can I say that I enjoy your blog posts. I hope for all the best, and though we may be sometimes on the opposite end of ideas, you are always thought provoking and reasonable. For that I thank you.
٨:٠٢ ص
אתה יכול לכתוב בעברית כאן
٤:٠٣ م
Well, thank you. That was a surprise. I am afraid I would mangle it all. It brings to mind the tower of babel:) Keep up the great work.
٤:١١ م
Then teach me some Kurdish. I know nothing about that language. Teach me at least a few words. Like how would you say "I am hungry" in Kurdish for example?
» إرسال تعليق