<body>

خاص لموقع إيهاث: إعادة التوازن و التأقلم


Huda
Originally uploaded by ihath.



إعادة التوازن و التأقلم
بقلم الدكتورة هدى المهدي*


ذكرنا في المقال السابق بأن أصعب المراحل التي يمر بها الوالدان هي مرحلة تشخيص الإعاقة وهي تعتبر من أول المراحل التي يضع بها الطفل أبويه تحت الضغط بكافة أشكاله ، وإن الوالدان يمران بعدة مراحل وهي الصدمة و الإنكار و الحزن و الخوف و الغضب و أخيرا التأقلم و إعادة التوازن ، فكيف يستطيع والدا الطفل المعاق تجاوز هذه المحنة ؟ هناك الكثير من العوامل التي تساعد الوالدان على سرعة تجاوز المحنة أو إطالتها ، منها نوع وشدة الإعاقة ودرجة اعتماد الطفل على والديه بالإضافة إلى عوامل نفسية مثل درجة الثقة بالنفس لدى الوالدان ، وعوامل مادية و اجتماعية وهي لها علاقة بمقدرة الأبوين على إعالة طفلهما المصاب من ناحية متطلبات علاجه المادية ، ولكن بغض النظر عن تلك العوامل ، فطرق البحث عن المساعدة لتخفيف المحنة كثيرة ومتعددة وجميع آباء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إليها ، وسوف أطرحها هنا ، عسى أن تجد الآباء منها الفائدة وهي أوجزها كالتالي :

ذكر الله ، فليعلم المرء بأن الله ما ابتلاه إلا لأن يحبه ويريد أن يسمع صوته بالدعاء ، و فليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأن الصبر على البلاء و الرضا بالقضاء و القدر مفتاح الطمأنينة و النجاح.
لا تندم على ما فات ، فالأمس ذهب وولى ، وأنت اليوم تعيش ولا تدري ما تحصد غدا ، عش يومك ولا تفكر بالمستقبل وفكر كيف ستعمل على إنجاح هذا اليوم بعمل شئ مفيد لطفلك وخطط للمستقبل وتوكل على الله في التنفيذ .
تذكر أن هذا المعاق هو طفلك حتى لو اختلف عن أطفالك الآخرين فهو ذو قيمة خاصة ، لا أحد يقدرها سواك ، فعامله من هذا المنطلق ، فهو طفل غير اعتيادي وقد يكون سببا في نجاحك في هذه الحياة .
انظر إلى نعم الله عليك ، وأشكره دائما على هذه النعم وأنه قد قدر ولطف ، وتذكر بأن مصيبتك تهون بالمقارنة مع الآخرين يعانون أكثر من معاناتك ، وربما لا يملكون نصف ما تملكه من نعم . هذه هي النظرة الإيجابية للأشياء وهي التي تدفعنا لتقبل أي مشكلة مهما بلغ كبرها .
ابحث عن أسر لديها أطفال مصابون بنفس الإعاقة ، واستفد من خبراتهم في التعامل مع أطفالهم ، وقد تجد أيضا الراحة النفسية من محادثتهم وقد تجد التوجيه و الإرشاد من قبلهم وقد يدلوك على مصادر تزيد من نظرتك الإيجابية بالنسبة لإعاقة طفلك .
ابحث عن المزيد من المعلومات عن إعاقة طفلك وتحقق من مصداقيتها وحاول تعلم المصطلحات الفنية التي تمر عليك و أسأل معناها من المختصين وحاول تتبع الجديد في علاج إعاقة طفلك وتذكر بأن إعاقة طفلك هذه ستفتح لك آفاق تجهلها وستجعل منك إنسانا هاما في المجتمع فم أعظم أن يلجأ إليك من يجد فيك علما يجهله الآخرون .
أفصح عن مشاعرك لصديقك أو زوجك أو من ترتاح إليه نفسك ، فالشعور بالإحباط شئ كثير الورود وهذا شئ طبيعي ، وأن مالت نفسك إلى البكاء فابك ، فكل منا يحتاج أن يفرغ الشحنة السلبية التي بداخلها لتحمل محلها شحنة إيجابية تعينه على الاستمرار في مواجهة المحنة .
لا تنس صحتك ، وخذ قسطا وافرا من النوم فالإجهاد يزيد من الشعور بالإحباط و التعب و يولد الاكتئاب فأنت في أمس الحاجة إلى استعادة قواك من أجل طفلك .
يجب أن تقر بأنك لست وحدك ، فهناك الكثير غيرك يعانون مثلك ويجب أن تقبل الحياة كما هي وأن هناك أشياء لا تستطيع أن تغير منها فلنقبلها كما هي .
حاول أن تتجاهل ما يردده بعض الأشخاص الذين يسيئون احترام مشاعر الآخرين كي لا تزداد ضغوطك النفسية ، وتحكم في غضبك وتحلى بالثقة بالنفس لأن ليس في الإعاقة ما يخجل .
تجنب إلقاء اللوم على الآخرين فهذا من شأن أن ينفر الناس من حولك واعلم بأن الشخص كثير الشكوى يفقد الأصدقاء بسهولة وأنت في حاجة إلى أصدقاء أكثر من أي شخص آخر .
ثق بطبيبك وتابع معه ولا تتردد في أن تستفسر عن أي شئ مبهم بالنسبة إليك فيما يتعلق بإعاقة طفلك فهذه من أبسط حقوقك عند طبيبك المعالج .
و أخيرا ليس آخرا ، فأن الانضمام إلى الجمعيات التي تعتني بالإعاقة تمنحك الكثير من التسهيلات و تمنحك الكثير من المزايا خاصة إذا أبدى الوالدين نشاطا ملحوظا في إنجاح البرامج التي توضح الإعاقة أو كان لها أثرا ملموسا في إعانة من يماثلها في التجربة . وهنا أوجه رسالتي لكل أب ولكل أم وهبت حياتها من أجل ابنها المعاق .
كونوا عند حسن ظن أبنائكم بكم فهم لن يتجاوزوا الإعاقة ولكن الله اختاركم آباء لهم فارضوا بذلك تكونوا من الفائزين .



* أخصائية طب العائلة – رئيسة مجموعة الدعم النفسي و المعنوي بالجمعية البحرينية لأولياء أمور المعاقين و أصدقائهم .




| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »

» إرسال تعليق