تائهة في الأمومة
طلبت إبنتي كعووش أن أشتري لها مظلة جديدة تستخدمها عند هطرل المطر, لأنها تعتقد أن مظلتها الحالية تبدوا أنها مخصصة للأطفال الصغار. وهي تشعر بالحرج من أن تحمل المظلة هذه خصوصاً أمام زملائها في المدرسة الذين يكبرونها سناً. "سوف يضحكون علي وبقولون أنني بيبي .... يا ماما". قالت لي بتصميم. أشتريت مظلة جديدة ولكن شعرت بعواطف غريبة تنتابني.

تذكرت إبنتي عندما كان عمرها ثلاثة سنوات و تذكرت فرحتها الفائقة عندما إشتريت لها تلك المظلة علي شكل حشرة لونها أحمر. يومها صفقت كعووش و قفزت من الفرحة. كانت تتمني أن تهطل الأمطار حتي أن تستطيع أن تستخدمها.عندما ترى أن المطر إبتدأ بالنزول تقول "هيه ..... هيه .... اليوم رح أمشي مع مظلتي". كانت تغار على المظلة من أختها الأصغر منها ولا تسمح لها بأن تلمسها. كانت تمشي تحتها بكل فخر وإعتزاز. هذه المظلة البسيطة سببت الكثير من المتعة لإبنتي ولكنها اليوم أصبحت غير مرغوب بها. إبنتي تتغير وتكبر..... وأنا مرتعبة. أود لو تبقى طفلة صغيرة. أود أن أقول لها "تمتعي بطفولتك ..... لا تتخلي عنها بكل هذه السرعة .... ملحقة على الجدية و المظلات ذات اللون الواحد المملة ..... أنا أتمني أن أرقص في المطر تحت مظلة علي شكل حشرة حمراء .... ولكن .......". ماذا أشرح لها؟ ..... لا أقول شيئاً. أشترى مظلة جديدة و أسكت.
ثم الأسبوع الماضي كنت أحضر وجبة الغذاء للبنات لكي يأخذوها معهن على المدرسة. وجائت كعووش مصممة أنها تريد أن تحضر وجبة الغذاء لنفسها بنفسها. قلت لها "ولكني لا أتضايق من تحضير وجبة الغذاء .... هذا واجبي .... ثم أنني مضطرة لإعداد وجبة لأختك ..... إعداد وجبة أو إثنتين هو نفس المجهود " . قالت كعووش "إذاً سوف أحضر وجبة غذاء لأختي أيضاً". وقفت كعووش تحضر الطعام و جلست أنا على الكرسي أتفرج عليها. قررت كعووش أن تعمل ساندويش جبنة. وعملت سلطة بسيطة و غسلت التفاح ووقطتعته ووضعته في كيس نايلون. وبعدها قررت أنها سوف تضيف قطعة كعك صغبرة للتنويع. أثنيت كثيراً على مهارتها في إعداد الوجبة التى سوف تتناولها في المدرسة ولكني كنت أكتم الرغبة في البكاء. كنت أتفرج عليها و أنا أفكر .... "يا بنتي خليني أدلعك و احضرلك الأكل ..... بكرة رح تكبرى و ما رح تلاقي حدا يدلعك ..... ليش مستعجلة على أن تكبرى ...... شو وظفيتي في البيت إذا رح تعملي الساندويش لحالك؟ ..... ناقص تقولي لي أنك ناوية تدفعي فاتورة الكهرباء و الماي .... بعدك صغيرة ..... ليش مستعجلة؟" لم أقل لها هذا الكلام لأنني أعرف أن من واجبي أن أشجعها على الإعتماد على نفسها عندما تبدى الرغبة في ذالك. منطقياً أفهم أن تصرفاتها طبيعية ولكن ماذا أفعل بالغصة التى اشعر بها في قلبي؟ المفروض أن أفرح لأن إبنتي تكبر و تعتمد على نفسها وتقلل بذالك من أعمالي في البيت. المفروض أن أفرح لأنها تريحني. ولكني أشعر بأنني أرغب أن تبقي تلك البنت الصغيرة التي تمسك بيدي عندما نخرج من البيت. أرغب أن تبقى في سن الخامسة طوال حياتها إلى الأبد.
أخاف عليها من الدنيا و مشاكلها و آلامها و هي مستعجلة تريد أن تشتكشف العالم برحابة صدر.
البارحة جاء لزيارة قصيرة جارنا حاملاً إبنه الصغير و عمره ثلاثة شهور فقط. جلس جارنا للحوار والدردشة وأنا تطوعت أن أحمل إبنه "لوكاس". كان يبدوا لوكاس سعيد جدا معي. تمشيت معه في أنحاء البيت و أريته الغرف و الرسومات المعلقة على الحوائط. وكنت أدردش معاه و هو يبتسم لي ويصدر أصوات بيبي معتادة. يييياه! ..... ياما حملت كعووش هكذا عندما كانت بيبي و من بعدها كنت أحمل برابوركه و من بعدها حملت فرداسك و اليوم حتى فرداسك صار عمره أربع سنوات ولا أستطيع حمله لمدة طويلة. حتى البيبي في البيت لم يعد بيبي. آآآآآه. كبروا كلهم وصاروا يقفزون و يصرخون من حولي. كيف صار كل هذا؟ كيف مرت السنوات؟. وعندما جاء الوقت لرجوع جارنا لبيته .... أرجعت لوكاس لوالده و أنا أتنهد. زيارة لوكاس خلتني أسترجع ذكريات غير بعيدة من حياتي. الأولاد بتغيرون بسرعة و كل مرحلة تعدى ولا ترجع. سوف أحاول جاهدة أن أستمتع بكل مرحلة كما هي.
كنت أعتقد أنني إنسانة منطقية و لا تتعرض لتيارات العواطف .... ولكن يبدوا أنني طلعت فاشوش. أشعر بحالة عاطفية عارمة و متقلبة

تذكرت إبنتي عندما كان عمرها ثلاثة سنوات و تذكرت فرحتها الفائقة عندما إشتريت لها تلك المظلة علي شكل حشرة لونها أحمر. يومها صفقت كعووش و قفزت من الفرحة. كانت تتمني أن تهطل الأمطار حتي أن تستطيع أن تستخدمها.عندما ترى أن المطر إبتدأ بالنزول تقول "هيه ..... هيه .... اليوم رح أمشي مع مظلتي". كانت تغار على المظلة من أختها الأصغر منها ولا تسمح لها بأن تلمسها. كانت تمشي تحتها بكل فخر وإعتزاز. هذه المظلة البسيطة سببت الكثير من المتعة لإبنتي ولكنها اليوم أصبحت غير مرغوب بها. إبنتي تتغير وتكبر..... وأنا مرتعبة. أود لو تبقى طفلة صغيرة. أود أن أقول لها "تمتعي بطفولتك ..... لا تتخلي عنها بكل هذه السرعة .... ملحقة على الجدية و المظلات ذات اللون الواحد المملة ..... أنا أتمني أن أرقص في المطر تحت مظلة علي شكل حشرة حمراء .... ولكن .......". ماذا أشرح لها؟ ..... لا أقول شيئاً. أشترى مظلة جديدة و أسكت.
ثم الأسبوع الماضي كنت أحضر وجبة الغذاء للبنات لكي يأخذوها معهن على المدرسة. وجائت كعووش مصممة أنها تريد أن تحضر وجبة الغذاء لنفسها بنفسها. قلت لها "ولكني لا أتضايق من تحضير وجبة الغذاء .... هذا واجبي .... ثم أنني مضطرة لإعداد وجبة لأختك ..... إعداد وجبة أو إثنتين هو نفس المجهود " . قالت كعووش "إذاً سوف أحضر وجبة غذاء لأختي أيضاً". وقفت كعووش تحضر الطعام و جلست أنا على الكرسي أتفرج عليها. قررت كعووش أن تعمل ساندويش جبنة. وعملت سلطة بسيطة و غسلت التفاح ووقطتعته ووضعته في كيس نايلون. وبعدها قررت أنها سوف تضيف قطعة كعك صغبرة للتنويع. أثنيت كثيراً على مهارتها في إعداد الوجبة التى سوف تتناولها في المدرسة ولكني كنت أكتم الرغبة في البكاء. كنت أتفرج عليها و أنا أفكر .... "يا بنتي خليني أدلعك و احضرلك الأكل ..... بكرة رح تكبرى و ما رح تلاقي حدا يدلعك ..... ليش مستعجلة على أن تكبرى ...... شو وظفيتي في البيت إذا رح تعملي الساندويش لحالك؟ ..... ناقص تقولي لي أنك ناوية تدفعي فاتورة الكهرباء و الماي .... بعدك صغيرة ..... ليش مستعجلة؟" لم أقل لها هذا الكلام لأنني أعرف أن من واجبي أن أشجعها على الإعتماد على نفسها عندما تبدى الرغبة في ذالك. منطقياً أفهم أن تصرفاتها طبيعية ولكن ماذا أفعل بالغصة التى اشعر بها في قلبي؟ المفروض أن أفرح لأن إبنتي تكبر و تعتمد على نفسها وتقلل بذالك من أعمالي في البيت. المفروض أن أفرح لأنها تريحني. ولكني أشعر بأنني أرغب أن تبقي تلك البنت الصغيرة التي تمسك بيدي عندما نخرج من البيت. أرغب أن تبقى في سن الخامسة طوال حياتها إلى الأبد.
أخاف عليها من الدنيا و مشاكلها و آلامها و هي مستعجلة تريد أن تشتكشف العالم برحابة صدر.
البارحة جاء لزيارة قصيرة جارنا حاملاً إبنه الصغير و عمره ثلاثة شهور فقط. جلس جارنا للحوار والدردشة وأنا تطوعت أن أحمل إبنه "لوكاس". كان يبدوا لوكاس سعيد جدا معي. تمشيت معه في أنحاء البيت و أريته الغرف و الرسومات المعلقة على الحوائط. وكنت أدردش معاه و هو يبتسم لي ويصدر أصوات بيبي معتادة. يييياه! ..... ياما حملت كعووش هكذا عندما كانت بيبي و من بعدها كنت أحمل برابوركه و من بعدها حملت فرداسك و اليوم حتى فرداسك صار عمره أربع سنوات ولا أستطيع حمله لمدة طويلة. حتى البيبي في البيت لم يعد بيبي. آآآآآه. كبروا كلهم وصاروا يقفزون و يصرخون من حولي. كيف صار كل هذا؟ كيف مرت السنوات؟. وعندما جاء الوقت لرجوع جارنا لبيته .... أرجعت لوكاس لوالده و أنا أتنهد. زيارة لوكاس خلتني أسترجع ذكريات غير بعيدة من حياتي. الأولاد بتغيرون بسرعة و كل مرحلة تعدى ولا ترجع. سوف أحاول جاهدة أن أستمتع بكل مرحلة كما هي.
كنت أعتقد أنني إنسانة منطقية و لا تتعرض لتيارات العواطف .... ولكن يبدوا أنني طلعت فاشوش. أشعر بحالة عاطفية عارمة و متقلبة
I don't have kids myself, but i thought the post was lovely.. I just wanted to say: keep up the arabic blog! Given that my arabic is so lousy that i don't dare leave an arabic comment, i read stuff for practice every day, and it's SO rewarding to read your poignant and though-provoking stuff instead of the ridiculously uninformative arab news online. Thank you :)
٤:١٧ ص
سنوات وفايته عليا فوج بعد فوج
واحدة خدتني ابن والتانية زوج
والتالتة أب خدتني .. والرابعة ايه
ايه يعمل اللي بيحدفه موج لموج
عجبي!!
٤:٢٩ ص
آه يا قلوب الامهات
ذكرتيني بماما لما ابتديت اغسل الصحون واغسل هدوم
كانت تخاف عليا من كل شي
ست الحبايب يا حبيبة
١١:٢٥ ص
تارا, إبليس و المعلق المجهول
شكراً على تعليقاتكم الرقيقة
٥:١٦ ص
:)
رغم اني ليس عندي اطفال
الا ان حلم حياتي ان تكون لي ابنة
احبها اكثر من الحياة
مدونتك هذه
لمستني
من الداخل
جزاكم الله خيرا يا ياايهاث
١٠:١٢ ص
إبن عبد العزيز
أدعوا من الله أن تتحقق أمنيتك هذه في القريب العاجل
٤:٣٣ م
أمبن :)
وان كنت لا اعرف كيف
بس نقول آمين
انتي عارفة لو بأة عندي بنت؟
حتكون فتنة ما بعدها فتنة
ححبها حب لدرجة اني حسيب كل حاجة واتحول الي شئ اخر
حتي الاعلانات اللي فيها اباء واطفال بنات
بتبكيني
يعني حالتي صعبة :)
١٢:١٤ ص
دي تدوينة جميلة جداً يا إيهاث...أثرت فيا أوي
» إرسال تعليق