<body>

خاص لموقع إيهاث: قصة سلمان


Huda
Originally uploaded by ihath.



قصة سلمان
بقلم الدكتورة هدى المهدي*


كأي فتاة متزوجة حديثاُ و مقبلة على الحياة, تمنت (جليلة) أن تصبح أماُ , و انتظرت يوماًُ بعد يوم و شهراُ بعد شهر و لكن لم يحدث شيء ، و مرت سنتان من الانتظار و هي تتحمل على مضض تساؤلات أهلها و أهل زوجها حتى تلقت جليلة الصدمة الأولى في حياتها حين بلغها الأطباء بأنها (لن تنجب) ابدأ.. حينها تلاشت أحلام الأمومة إمام عينيها و بدت الدنيا قاتمة و المستقبل مظلم وصار لسان حالها يقول: هل أتزوج لأنتهي وحيده دون ذريه و لا ولد ؟ كيف سيكون موقفي أمام زوجي و أهله ؟ كيف يحرم من متعة الأبوة فهولا ذنب له أن كنت أنا عقيما فلا بد من الانفصال..ولكن القدر و قدرة الله فوق كل علم , إذا حملت جليلة بعد عناء الانتظار وفقدان الأمل و بعد إن توقفت تماما عن اخذ العلاج و أنجبت بطل قصتنا (سلمان).
لم تكن ولادة سلمان بالهينة, فقد عانت والدته الأمرين عند ولادته فطال المخاض ولم تتم الولادة إلا بعملية قيصريه, وولد سلمان طفلاُ جميلاُ , مكتنزاُ و كان قرة عين لوالديه , وكيف لا وقد طال انتظاره طويلاُ وهاهو يأتي و تأتي معه معاناته.
كان سلمان كثير البكاء في طفولته و لم تكن تلاحظ عليه والدته أي تصرفات غير طبيعة كونها حديثة العهد بالأمومة و قليلة الخبرة في هذه الأمور إلى إن أصبح عمر سلمان سنتان, بعدها لاحظت إلام بان سلمان لا ينطق وكانت لديه بعض السلوكيات الغريبة مثل الرفرفة باليد و الاهتمام بمثيرات معينه كالآلات التي تدور ( كالغسالة), وكان انعزالياُ و انطوائنا ولم يكن يتواصل بالنظر, وظهرت عليه عدة أعراض أخرى حفزت ألام بأن تعرض ابنها على أخصائي طب الأطفال الذي عاينه و أجزم بان سلمان يعاني من ( التوحد ) , و هنا تلقت جليلة الصدمة الثانية بشيء من الذهول و عدم التصديق , فهل يعقل ان يرزقها الله بعد طول انتظار (طفل توحدي) ؟ اللهم لا اعتراض و لكنه القدر و النصيب.
وقعت جليلة في دوامه لها بداية وليس لها نهاية, لا تعرف من سيأخذ بيدها أو من سينتشلها من تلك الدوامة. عرفت جليلة أنها في هذه اللحظه وضعت قدمها على بداية الطريق نحو المعاناة مع التوحد.
كغيرها من الأمهات ممن رزقها الله بأطفال توحديون , لم تعرف جليلة كيف تبدأ العلاج مع ابنها سلمان , فلم يكن هناك مختصون يرشدونها و لم تكن هناك كفاءات تقيم حالته و تضع له برنامجاُ يتناسب و حالته , فبدأت بأخصائيي النطق و الذي كلفها الشيء الكثير آخذت تنتقل من مركز لآخر تبحث لديها عن حل لهذه المعضلة و عانت جليلة من نظرة المجتمع لابنها سلمان حيث رفضه أولياء أمور الأطفال الأسوياء حين حاولت إن تدمجه معهم وهذا ما يزيد من حسرتها على ابنها , وفلذة كبدها سلمان الذي يبلغ من العمر الآن 13 , و مازالت والدته تحتضنه و ترعاه و تسعى لعلاجه بما استطاعت من قوة ,ويوما بعد يوم , تزيدها تجربتها مع سلمان قوة و صبراُ , و هاهي تواسي الأمهات حديثات العهد بالأعاقه تمدهم و يمدونها بالمواساة و الدعم وهذا ما تحتاجه كل أم في ظل مجتمع ينقصه الكثير الكثير من الإمكانيات و الوعي حول معاناة ( التوحد ) و غيرها من الإعاقات .
يبقى أن نتأمل..ما العبر التي تحويها قصة سلمان؟ هي عبر كثيرة تنتهي الى نتيجة واحدة وهي.. الرضا ولا شئ غير الرضا بما يكتبه الله لنا..هو خلقنا وهو الأعلم..فنعم بالله.
تم بحمد الله
22/7/2004




* أخصائية طب العائلة – رئيسة مجموعة الدعم النفسي و المعنوي بالجمعية البحرينية لأولياء أمور المعاقين و أصدقائهم .




| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »
| إيهاث »

٨:٣٦ ص
Blogger mostafa said...

أنا احسد هذا السلمان ، قد بلغ ال13 عام ولا يزال يحيا الحياه كما يجب أن تكون ، لم يلقه الحظ العاثر ليعيش الحياه كما يحياها الاخرين ،
أنا متأكد أن أمه التي ، يظن الكثيرين أنها حزينه لحال سلمان ، لسان حالها يقول
عيني رأت عصفور ووياه ابـــــــــنه
بيحدفه في الريح و ياخده ف حضنه
نوبتين و تالت نوبه – عجبي عليهم –
كانوا سوا بيرفرفرا و يغنـــــــــوا
عجبي !!!    



» إرسال تعليق