الهز والطرب
١١/٣٠/٢٠٠٤قصة السيد عمر ذكرتني في هذه قصة الهز والطرب التي حصلت في فانكوفر قبل ثلاثة أعوام تقريباً.
كنت توي رجعت من المطار بعد أن ألتقطت زوجي من هناك بعد رجوعه من رحلة عمل. ما أن رجعنا إلي البيت حتي رن التليفون. كانت أمي علي الخط وصوتها مليان رعب.
ماما: إنتوا بخير! إنتوا بخير!
إيهاث: نعم إحنا بخير. خير! في شيي؟
ماما: الأرض كانت تهز والبيت كله كان بيهز.
إيهاث: ليش كان البيت بيهز؟ شو كونتوا بتساوا؟
ماما: ما شعرتيش في البيت عنكم يهز؟
إيهاث: لأ طبعاً. ليش تنوا يكون بيتنا يهز؟
ماما: زلزال! زلزال! صار زلزال.
إيها ث: يا ماما هدي أعصابك. ولا في زلزال ولا شيي. هذا يمكن شاحنه كبيره مرت من جنب البيت خلت البيت يهتز شوي. هدي أعصابك. خوذي أسبرينه وروحي نامي.
ماما: طيب بنتك بخير؟
إيهاث: بنتي في المدرسه. إطمئني هي كمان بخير. روحي نامي بس.
ماما: روحي علي المدرسه علشان تطمإني عليها.
إيهاث: طيب....طيب. بحكي معاكي بعدين. يلا! أنا لازم أروح.
حظرت غذاء وبعد أن تناولنا وجبة الغذاء أنا و زوجي. جلسنا ندردش شوي وبعدين قررنا أن نذهب إلي متجر تجاري لشراء بعض إحتياجات البيت. ما أن دخلنا الي الدكان حتي وجدت مجموعه كبيره من الناس ملتفين حول أجهزة التلفزيون والأخبار تبث صور مباني مهدمه. وقفت بجانب إحدي السيدات الواتي كانوا يتفرجن علي التلفزيون. هزيت رأسي....."إيه.....مساكين أهل تركيا.....كمان زلزال". نظرت لي السيده وقالت لي "هذا ليس زلزال في تركيا...هذا زلزال صار هنا قبل نصف الساعه.....كان محوره في مدينة سياتل ولكنه أثر كذالك علي فانكوفر". مدينة سياتل الأمريكيه تبعد ثلاثة ساعات سفر بالسياره عن فانكوفر.
ركظت علي زوجي وأنا أصيح مثل المجنونه.....زلزال!........زلزال!......صار زلزال!.....بنتي!.....بدي أروح أشوف بنتي في الحال. وركضنا من الدكان مثل المجانين إلي إتجاه السياره حتي نروح علي مدرسة البنت. وصلنا هناك لنجد أن كل الطلبه واقفين في الخارج من باب الإحتياط تخوفا من حدوث هزه ثانيه. وجدت إبنتي خلال لحظات من بين كل الأطفال الواقفين. حظنتها وبستها يمكن خمسين بوسه. بعد ما رجعنا علي البيت إتصلت في بيت أهلي وردت علي ماما.
إيهاث: إنتوا بخير....إنتوا بخير؟
ماما: نعم إحنا بخير.
إيهاث: يا إلاهي!......صار زلزال.
ماما: ما هذا إلي حاولت أن أحكيلك ياه
إيهاث: طيب....بابا بخير؟
ماما: نعم أبوكي بخير.
إيهاث: طيب ليش ما حكيتي إنه صار زلزال؟
ماما: حكيت بس إنت ما صدقتني.
إيهاث: كان لازم تصيحي علشان أفهم إنه الموضوع جد.
ماما: ما أنا كنت أصيح علي التلفون
إيهاث: بس كان لازم أكتر. أنا إفتكرت إنه صياحك الصياح العادي تبع كل يوم
ماما: طيب...حقك علي...المره الجاي رح أصيح وأفقعلك أذانك علشان تصدقيني.
تبين أن الزلزال حصل أثناء سياقتي من المطار إلي المنزل. وبما أنني كنت في سياره تتحرك بسرعه فلم أشعر أن الأرض كانت تهتز من حولي.