الجاسوسه التي لم تحبني
"هل صحيح أنكم تتجسسون علي سوريا وعلي الدول العربيه الأخري؟" هذا كان سؤال خليل لي في يداية معرفتي به.
خليل كان شاب طويل ووسيم. كانت تربطني بخليل رابط مميز. كنا نعمل مع بعض في تفس الشركه الإسرائيليه في القدس. كنت أنا و خليل الموظفين الوحدين في الشركه من الغير يهود. أنا كنت أعمل مديرة مشروع و هو كان يعمل فراش...يتظف الحمامات و المكاتب. أردت أن أضحك عندما سمعت سؤاله و لكني تمالكت نفسي. حاولت أن أشرح له أنه يعمل في شركة برمجة كبيوترالتي تبني برامج تباع لشركات كبيره في أمريكا تستخدم لإدارة مراكز العنايه بالزبائن. أخذته إلي مكنبي و عرضت عليه نماذج من البرامج التي نحن نبنيها و شرحت له بعض الفاعليات وكذالك التكنولوجيا الحديثه التي نستخدمها. شرحت له كيف أننا نحاول دمج تكنولوجيا الإنترنت مع فعاليات البرامج الأساسي لكي نبني مقدرات جديده. بعد كل هذا الشرح نظرت إلي خليل فرأيت أنه لازال غير مقتنع تماماً من أن كل أجهزة الكبيوتر التي يراها حوله ليس لها أي صله بالتجسس أو الجيش الإسرائيلي.
فبعدها شرحت له أن جهات التي نعمل في حقل التجسس لن تسمح له وهو فلسطيني من القدس الشرقيه أن يدخل و يخرج من المبني بدون أي رقابه أو حراسه أو تفتيش. المبني كله لم يكن عليه أي نوع من أنواع الحراسه. سردت
له هذه التفاصيل لكي أقنعه أن عملنا ليس مرتبط بسلك أمن الدوله. إبتدأ خليل بالإقتناع بكلامي قليلاً وبعدها سردت له قصة محاولاتي في البحث عن العمل في بداية وصولي إلي دولة إسرائيل وبعض تجاربي مع الشركات التي تتطلب إذن من المخابرات قبل أن تقدر أن تعين أي موظف.
في بداية قدومي إلي دولة إسرائيل لم أكن أعرف اللغه العبريه بالمره.....يعني صفر. كنت افتح الجريده اليوميه إلي قسم الإعلانات عن العمل ولا أفهم منها شيئاً. يبدوا لي الإعلان هكذا
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxx Java xxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxxx
xxxxxxxxxxxxxxx
xxxxxxx c++ xxxxx
xxxxxxxxxxxx
Windows, Unix
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
someone@mycompany.comxxxxx
xxxxxxxxx
لا أفهم من الإعلان سوي بعض الكلمات البسيطه بالإنجليزي. معضمها كلمات لتكنولوجيا أو برامج كبيوتر معينه. لم أكن أعرف ما هيه الشركه أو مذا يطلبون بالضبط. بالرغم من ذالك كنت أبعث لهم طلب للعمل بالإنجليزي بعد أن أنقل البريد الإلكتروني. لم أكن أتوقع أن يرد علي أيًا منهم ولكني إستغربت عندما أتتني المكلامات و رسائل الإميل تطلب مني مقابله شخصيه. وبما أنني لم أكن أعرف أي شيئ عن تلك الشركات فقد كنت أقدم بطريق الغلط لشركات تقدم خدمات للجيش الإسرائيلي. ما كنت أصل إلي موقع المقابله حتي أفهم فداحة الغلطه. جنود واقفين حول العماره بأجهزة لاسيلكي و المسدس الرشاش. جدار مكهرب يحيط بكل البنايه مثل السجون. في مدخل البنايه كنت أجد الحرس وكلاب حراسه و جهاز تفتيش عن المعادن مماثل للأجهزه الموجوده في المطار. وهذا غير الإستجواب عن ما هية زيارتي وبعدها مصادرة جواز السفر إلي أن أخرج من المبني. دخلت إلي أول شركه مثل هذه وأنا أرتجف. كنت أدعي من الله أن يخرجني من هناك علي قيد الحياة. كانت أول مقابله مثل هذه مع شركه تقوم ببناء برامج تحكم للطيارات الحربيه الإسرائيليه. الشركه إسمها رافائيل. طبعاً عندما أرسلت طلب العمل لهم لم أكن أعلم يطبيعة عمل الشركه فقد كنت أقدم بشكل أعمي. بعد المقابله شرح لي المسؤول عن الإجرائات الأمنيه التي يجب أن أمر فيها قبل أن يستطيع أي شخص ببداية العمل في هذه الشركه. تحقيق مع المخابرات ليس فقط لي ولكن لكل أقربائي وأصدقائ و إختبارات سيكولوجيه ولقاء مع طبيب نفساني و غيره من الإجرائات الغريبه. يا عالم أنا مبرمجة كبيوتر علي قد الحال أنا مالني ومال المخابرات. كنت أهز رأسي وأنا أسمع كل هذا الشرح ولكني أضحك في صميمي. اخ لو يعرف أنه يتكلم مع عراقيه متزوجه من فلسطيني كان قام يقطع ملابسه. أو يمكن يتهمني بتهمة التجسس. خرجت من هناك وأنا أحمد الله علي سلامتي. وبعدها عندما يتصلون لإجراء مقابله ثانيه كنت أعتذر بأني وجدت عمل في شركه ثانيه.
حكيت كل هذه التفاصيل لخليل وكيف انني حصلت علي عملي هذا بدون اي اجراءات امنيه. وأعتقد أنه فعلاً إقتنع بكلامي بأن الشركه التي يعمل فيها ليست شركة تجسس ولكن شركة برمجة كبيوتر عاديه.
خليل مثل كل الفلسطنيين الساكنين في القدس الشرقيه لم يكن يتكلم ولا حتي كلمه واحده في اللغه العبريه. عكس الفلسطنيين الساكنيين في شمال إسرائيل الذين معظمهم يتكلمون العبريه بطلاقه. مثل الكثير من شباب القدس الشرقيه خدم في السجن. مثلما يخدم معظم الشباب الإسرائيلي في الجيش تجد أن معظم الشباب الفلسطيني من الأراضي المحتله ومنها القدس قد قظي علي الأقل سنه واحده في السجن....يكاد يكون شيئ إجباري. كان حلمه أن يشتري سيارة تاكسي حتي أن يعتاش منها ولكن بسبب تاريخه في السجن لم يكن يقدر أن يحصل علي إذن من الشرطه لكي يحصل علي رخصه لسياقة سيارة أجره. كان يأمل أن يحصل علي الرخصه بعد سنوات عديده من حسن السلوك.
في أحد الإيام جاء شاب فلسطيني أخر لكي يساعد خليل في حمل أجهزه ثقيله من الطابق الأول إلي الطابق الأعلي. رأيته بطرف عيني وهو يأتي بالشاب الجديد إلي خارج مكتبي ويوشوش له "شايف اللي قاعده في المكتب هناك؟ هذه بتحكي عربي زيي زيك. بتحفظ لسانك حاوليها وبلاش فضايح." والشاب الأخر يهز رأسه غير مصدقاً "أنت بتضحك علي مش
معقول هذه بتحكي عربي". ويكرر له خليل مراراً وتكرارا بأني أتكلم العربيه والأخ الثاني غير مصدق.
بعدها سمعت خليل يشرح للشاب الجديد عن مجال عمل الشركه وسعدت جداً بدقة وصفه ....واو فعلاً أصغي إلي شرحي ولم يذكر التجسس بالمره.
بعدها سمعت خليل يشرح للشاب الجديد عن مجال عمل الشركه وسعدت جداً بدقة وصفه ....واو فعلاً أصغي إلي شرحي ولم يذكر التجسس بالمره.
افتكرت اغنية مصرية على سيرة خليل:
الدنيا برد... الدنيا برد..
و عم خليل بيسقي الورد.....
» إرسال تعليق