بانتش لاين -- هي كلمة إنجليزية تعني نهاية النكتة أو السطر الأخير فيها وعادة تكون تحتوي على الجزء القوي والمضحك من النكتة. الجزء الذي يصدم المستمع وهو أهم جزءفي النكتة. بدون بانتش لاين قوي النكتة لا تضحك وتصبح نكتة فاشلة. لو يعرف أحدكم تعريب لهذه الكلمة .... أرجوكم إخباري بها لأنني لا أعرف تعريبها.
كنت قد كتبت بداية
هذه المقالة في الإنجليزي والمقالة تعبر عن الوضع الساخر الذي عشته لمدة أربع سنوات عندما سكنت في دولة إسرائيل. إبتدأت المقالة بذكر بداية نكتة
"عراقي وفلسطيي قرروا الإنتقال للسكن في دولة إسرائيل --- بداية نكتة رائعة .... أليس كذالك؟
من بعدها سردت قصص من بعض المواقف الساخرة التى مرت علينا من خلال معيشتنا اليومية لتلك النكتة. أردت أن أنهي المقالة بنكتة ذات بانتش لان قوي يعبر عن الألم ولكن مضحك للغاية في نفس الوقت. أردت أن أصدم القارئ وفي نفس الوقت أضحكه وفي نفس الوقت أجعله يرغب بالبكاء.
خلست لمدة أيام عديدة أحاول تأليف نكتة مناسبة ولكن كل شيئ خرجت به كان غير مناسب ولم يعجبني
كنت أشعر بالغيض .... المقالة جاهزة للنشر .... لا ينقصها سوى بانتش لاين قوي للنكتة .... ما هو البانتش لاين الذي يعبر عن حياتي؟ لابد أن هناك شيئ مناسب
ذهبت لرؤية هذا الفلم مع والدى.
فكرت أن جاك نكيلسون بأسلوبه الساخر والمميز قد يلهمني في إنهاء المقالة. ولكن تبين أن الفلم يختلف تماما عن أسلوب جاك المعتاد ففي هذا الفلم يلعب دور الرجل المتقاعد الباحث عن معني حياته
بعد أن خرجنا من دار السينما ذهبت مع والدي إلي مقهي لكي نجلس قليلا وندردش عن الفلم. أثناء حديثنا إستأذنت نفسي للذهاب إلي الحمام في المقهي.
عادة أتفادى قرائة الخرابيش التى يكتبها الناس على جدران الحمامات العامة لأنها عادة تحتوي على عبارات تخدش الحياء وتعكر المزاج ولكن هذه المرة كتبت إحداهن العبارة هذه بالإنجليزية
حياتك هي نكتة طويلة ليس لها بانتش لاين
شعرت وكأن تيار كهرباء يمر في كل جسمي. وكأن إحداهن تعرف بما يدور في عقلي وتحاول أن تضحك علي وتقول ..... لن تنجحي بإكمال تلك المقالة ..... ها ها ها
لأول مرة شعرت بالرغبة في الكتابة على حائط حمام .... كان بودي أن أكتب
أنت مخطئة .... حياتي نكتة ذات بانتش لاين مضحك جداً
ليلتها لم أعرف النوم وقمت في الصباح الباكر اليوم الثاني وأتممت كتابة المقالة خلال ساعة واحدة كنوع من أنواع التحدي ... وفعلاً خرجت ببانتش لاين كنت راضية عنه
وهنا حادثة ثانية
كنت على وشك أجازة لمدة ثلاثة أيام لجزيرة فانكوفر مع زوجي زعترة. وكنا نركب بسفينة تنقل الركاب لتلك الجزيرة. وكان يومها الجو غائم والرياح قوية. ما أن إبتدأت السفينة بالإبحار حتى إبتدأت السفينة بالهز والتمايل نتيجة الريح. شعرت بالخوف والقلق.
زعترة أعلن أنه سوف يذهب للتمشي على ظهر السفينة للتمتع بالمناظر الخلابة.
نظرت له بفزع. كيف تتركني هنا لوحدي؟. صممت أن يجلس بجانبي ويمسك يدي لأنني كنت مذعورة
قال زعترة -- ولكن أحسن لك أن تجلسي لوحدك. إذا غرقت السفينة لأنك تعرفين السباحة وأنا لا أعرف السباحة. إذا كنت لوحدك سوف تنهمكين بإنقاذ نفسك بدون الإهتمام لزوجك الذي لا يعرف السباحة وتكون إحتمالات نجاتك أحسن
قلت له: لو سمحت توقف عن المزاح ....كلامك هذا لا يبعث الطمئنينة في قلبي. أمسك يدي وبس
جلسنا هناك لفترة ما وبعدها هدئت الريح قليلاً ولكنني كنت لازلت في حالة فزع وقلق
ذهبت للحمام في السفينة وهناك على الحائط وجدت العبارة هذه بالإنجليزية
الطمئنينة تأتي من داخل نفسك
إجلسي بهدوء وتأملي الأشياء من حولك بسكوت
وكأن إحداهن وضعت العبارة تلك هناك مخصوص علشاني .... غريب جداً أن تقرأ عبارة تلك في حمام عام. كنت أتوقع أن أقرأ عبارة هذه في كتاب نصوص بوذية أو درس يوجا ... ولكن في الحمام؟
ما أن خرجت من هناك حتى إبتدأت في النظر خارج الشباك والتأمل في المناظر الطبيعية وتغير مزاجي تماماً .... شعرت بالطمئنينة .... حتى زوجي إستغرب التغيير
إقترحت على زعترة أن نذهب سويا إلى ظهر السفينة حتى نتمتع بالمنظر
أليست الحياة غريبة؟ الواحدة تقرأ مئات الكتب وتتحدث مع المتعلمين والمثقفين والخبراءوفي النهاية تجد الشيئ التي تبحث عنه على حائط حمام عام
وتوجب علي أن أعترف أن تدوينة السيد
إبليس هي التي جعلتني أفكر في الموضوع