أمنيتي لسنة 2005
١٢/٣٠/٢٠٠٤عرفت جانيس صديقتي على روجر ولكن رجعت تقول إنه لم يعجبها.
إيهاث: ليش مش عاجبك روجر؟
جانيس: كان لابس جاكيت جلد أسود وكذالك كان سائق سياره حمراء غاليه. خلاني أشعر أنه إنسان مادي وسطحي. وأمثاله من الناس لا يملكون العمق الروحي, أو العمق العاطفي.
إيهاث: أنا قلت لك إنه رجل أعمال ناجح....يعني عنده فلوس. مش كل إنسان غني ظروري أن يكون سطحي و مادي. إنت حكمت عليه من غير ما تعرفيه. أصدرت الحكم من غير معرفه.
جانيس: خلص!....مش عاجبني.
رحت عرفت جانيس على فريزر. وبما أن حالته الماديه كحيانه....إحم!....قصدي عميقه روحياً ....إذاً لا يملك سياره غاليه او جاكيت جلد اسود.
إيهاث: ليش لم يعجبك فريزر؟
جانيس: رقبته غليظه....كنت أشعر أني أتكلم مع رئيس عصابة مافيا و أنا أتكلم معاه.
إيهاث: مش كل إنسان رقبته غليظه بيكون عضو في عصابة مافيا...هذا بس في أفلام الهوليوود. في الواقع ممكن أن يكون إنسان صاحب رقبه غليظه إنسان لطيف.
جانيس: نعم! أعرف ذالك ولكني كنت أشعر بالرغبه في الضحك و أنا أحكي معاه.
إيهاث: مين أصبح المادي الآن؟ كنت أفتكر أنك تبحثين عن العمق الروحي ولا تهتمين بالمنظر.
جانيس: أنا لست أهتم بالمنظر أبدأ....ولكن الرقبه الغليظه هي إستثناء للقاعده.
تعرفت على جانيس قبل 14 سنه أثناء حظوري لحفله في بيت أصدقاء مشتركين. جلست بجانبها للدردشه في بدايه الحفله للتعارف الودي وقضيت باقي الحفله في الكلام معها فقط. وجدت أن بيني وبينها أفكار مشتركه كثيره. أصبحت صديقتي المقربه خلال فتره قصيره. عندما تعرفت على جانيس كانت متزوجه من دبفيد. وكنت أعتبرهم الزوج المثالي بسبب مشاركتهم لنفس الهوايات والإهتمامات في الحياة. ولكن لأسباب مختلفه إنفصلت جانيس عن زوجها. أصابتني صدمه عندما عرفت بإتفصال جانيس عن دبفيد. لم أكن أتوقع أن يحدث ذالك لزوجيين كانوا يبدون لي أنهم سعيدين مع بعض. زعلت أن تكون هذه الإنسانه الرقيقه و ذات القلب الطيب تمر بمرارة الطلاق و مواجهة الحياة لوحدها بدون شريك يشاركها همومها و أفراحها.
جانيس إنسانه جريئه جداً و شجاعه جدا.
لازلت أتذكر اليوم الذي قابلتلها فيه في مطعم قبل 7 سنوات. جائت جانيس مبتهجه و قبلتني على الخد عند دخولها على المطعم.
جانيس: عندي أخبار سعيده. لقد حصلت على عمل جديد ومثير في مستشفي في ضاحية "سري" (أحدي ضواحي فانكوفر)
إيهاث: مبروك, مبروك. أعطيني كل التفاصيل. ما نوعية العمل الذي سوف تأدينه هناك.
جانيس: عرض العمل الذي حصلت عليه هو العمل الذي كنت أحلم فيه. رح أعمل مختصه العلاج النفسي لمجموعة رجال يعانون من مشكلة السيطره علي الغضب.
إيهاث: كيف تقصدين عدم السيطره علي الغضب؟ أعطيني مثال.
جانيس: مثلاً الرجل الذي يظرب زوجته عدما يغظب. أو يشارك في الخناقات في البار.
إيهاث: ها؟ ولكن هذا يبدوا لي خطيراً.لربما كان بينهم مجرمين.
جانيس: معظهم يأتون إلي المستشفي بسبب قضيه في المحكمه ويحولون إلي العلاج بطلب من القاضي ولكن البعض يأتي إلي العلاج بشكل تطوعي.
إيهاث: سوف تعملين مع مجرمين أصحاب سوابق؟
جانيس: ليس كلهم أصحاب سوابق. فقط فئه منهم. أحد المشتريكين الأوائل عضو في عصابة "ملائكة جهنم"
عصابة "ملائكة جهنم" عصابه معروفه في شمال أمريكا تعمل في تجارة المخدرات ويشتهر اصحابها بركوب الدراجات الناريه ولبس الملابس الجلد وكثرة الوشم على اجسادهم.
إيهاث: ولكن هذا شيئ مرعب....كيف سوف تتعاملين مع هؤلاء؟
جانيس: ألا تدريكين اهمية المشروع هذا؟ سوف تسنح لي الفرصه أن أشاك بمشروع للعلاج جديد لتقديم خدمه فعليه للمجتمع. إذا نجحت في أساليب العلاج....تخيلي الفائده العائده من معالجة فئه الرجال العنيفه في المجتمع. أنا سعيده لأنني سوف أقدم خدمه مفيده.
إيهاث: ولكن يبدوا لي ذالك خطر علي سلامتك الشخصيه. لربما كان بينهم رجل متهم بالقتل.
جانيس: المجموعه الأولي يوجد بينهم واحد فقط متهم بالقتل.
إيهاث: (أصبحت ألطم في تلك اللحظه) سوف تعملين مع رجل متهم القتل؟ ألا يستحسن أن يقوم رجل بهذه المهمه؟
جانيس: على العكس. الرجل ذات النزعات العنيفه قد يشعر بالتحدي أو الرغبه في التنافس مع رجل ثاني ولكن في حظور إمرأة قد يتصرف بشكل طبيعي أكثر لأنه لا يشعر بالتهديد.
إيهاث: ولكنني أخاف عليك.....هل احظر معاك في الجلسه الأولي حتي يكون معاك شخص ثاني للدعم والحمايه
لم اكن اقدر تصور صديقتي الرقيقه ذات الحس المرهف والتي تحب لبس الفساتين المورده جالسه في غرفه واحده مع مجموعه من المجرمين ذوي سوابق. حاولت أن أقنعها على ترك هذا العمل وأن تحاول أن تعمل متخصصة علاج نفسي مع المكتأبين نفسياً أو غيرهم. ولكنها كانت متحمسه للعمل ومنفعله من لذة التحدي. جعلتني أشعر أن عملي سهل جداً بالمقارنه بعملها على الاقل الكبيوتر لا يهجم علي. أحترمت شجاعتها.
ولكن جانيس جبانه جداً في ما يتعلق بموضوع الحياة العاطفيه. وفجأة تتحول المرأه الليبراليه ذات الأفكار العصريه المتفتحه إلي أنسانه متحجره ومحافضه على الأخير عندما يتعلق الموضوع في الغرام.
جانيس قابلت شاب أعجبها خلال دورات لغه إسبانيه. ولكنها بعد فتره غيرت رأيها فيه.
إيهاث: هل حصلت أي تطورات مع الشاب الذي قابلتيه في درس اللغه الإسبانيه؟
جانيس: لأ....أنا غيرت رأي عنه.
إيهاث: لماذا؟.....كان عاجبك شكله وشخصيته من قبل
جانيس: خلال درس الإسباني قمنا بحوار باللغه الإسبانيه عن أفلامنا المفضله لغرض تفوية اللغه. واحد قال إنه يحب افلام المغامرات, واحد ثاني قال إنه يحب الأفلام الفكاهيه, وهو قال أن أفلامه المفضله هي الافلام الإباحيه (بورنو)....هل تصدقين ذالك؟ قررت من بعدها أن لا أتكلم معاه أبدأ.
إيهاث: على الأقل الرجل صريح ولا يمثل الأخلاقيات مثل غيره من المنافقين.
جانيس: هل تردين أن أصدق لو أنك غير متزوجه سوف تقبلين أن تقترني مع واحد يتباها بأنه يحب الأفلام الإباحيه بكل قلة أدب.
إيهاث: إررررررررر.......يعني........إحم!.........يمكن لو الإنسان عاجبني كثير رح اتجاهل عيوبه.
جانيس: أنت كذابه. لأنك محافظه في هذه الأمور لسه أكثر مني. أنت أصلاً ترفضين وجود التلفزيون في البيت لأنك تعتقدين أن البرامج العاديه تحتوي على إباحيه زياده عن اللزوم و قيم مفسده للأخلاق.
إيهاث: ولكن الناس تقول عني أني إنسانه معقده. ولا يجب أن تحتذي بي. أنا لست محور الحوار في هذه القضيه. أشعر أن كل إنسان تقابلينه تجدين به العيوب من تحت الأرض.
شعرت أن صديقتي تعقدت عاطفياً بعد أن إنفصلت عن زوجها و أصبحت ترفض كل إنسان تقابله بشكل لا شعوري و تبرر تصرفها بإجاد العيوب الصغيره و أحيانا الكبيره في الإنسان.
ولكن في يوم من الأيام فاجئتي بأخبار سعيده عندما زرتها في بيتها.
جانيس: لقد قابلت رجل أتوقع أنه سوف يصبح شريك حياتي مدى الحياة.
إيهاث: بهذه السرعه؟ متى حصل كل هذا؟ متي قابلتيه؟ من هو؟ ماذا يعمل.
جانيس: قابلته من خلال الجمعيه الخيريه التي أتطوع بها لجمع المال للأعمال الخيريه لأفريقيا.
إيهاث: رائع!....إذاً هو إنسان يهتم بالإعمال الخيريه...هذا يبشر بالخير....وماذا يعمل في حياته المهنيه؟
جانيس:" ثيو"- هذا إسمه- طبيب في علم النفس. يعمل في مستشفي للأمراض العقليه في مركز المدينه.
إيهاث: جيد....أريد أن أعرف التقاصيل. أكيد هو إنسان خاص حتى قدر أن يلفت إنتباهك
جانيس: هو إنسان ذكي وحساس ومحترم ويشاركني في كثير من الافكار ومثلي يحب قرأة الكتب ويحب الفن والمسرح والطبيعه....
إيهاث: جميل!.....إذاً متى أقابله
جانيس: إرررررر..........هناك قضيه واحده يجب أن أخبرك فيها قبل أن أعرفك عليه
إيهاث: نعم....أنا مستمعه
جانيس: (بعد الكثير من التردد)...هو رجل لوطي. ولكن أشعر أنه سوف يتغير بعد أن يتعرف علي جيداً
إيهاث: أمثاله لا يتغيرون.....إذا هو لوطي هذا يعني أنه لا يحب النساء....فكيف تتطور علاقة حب بينك وبينه؟ أنت تتوهمين. لربما العلاقه بينكما علاقة صداقه وانت توهمتي شيئاً آخر
جانيس: لا لا لا....أنت لا تفهمين.....هناك تواصل روحي وعاطفي خاص بيني وبينه....أنا متأكده من أنه سوف يتغير بعد فتره من الزمان.
وقابلت السيد ثيو.....ومرت الشهور و جانيس تأكد لي من أنها تشعر بأن علاقتها بالسيد هذا رح تتحول إلي علاقة حب لا مثيل لها في العالم....وأنا أحاول أن أن أخرجها من الأحلام الجميله التي تعيش فيها. أحاول أقنعها بالأدله العلميه – أن اللوطيين لا يتغيرون- وهي تقول لي أن هناك شذوذ لكل قاعده. وخلال تلك الفتره حصل توتر في علاقة الصداقه بني وبين جانيس بسبب رفضي لتصديق الوهم الجميل الذي كانت تسكن فيه. أتهمتني أنني متحامله على ثيو لأنني من الشرق الأوسط وتجذر فيني العنصريه ضد اللوطيين من تربيتي في الثقافه العربيه. وانا من جهتي أعتقد أنها تعيش في أكذوبه لن تنتهي سوى بالدموع. وأستمرت الجدالات بيني وبينها لمده طويله
وفي يوم من الأيام مرت جانيس علي بيتي في المساء وقالت لي أنها تريد أن تتكلم معي لوحدي بدون زوجي. أدخلتها إلي المطبخ وعملت لها كوب شاي. كنت أري في عينيها أن الموضوع جدي. بعد سكوت طويل...تكلمت أخيراً
جانيس: سوف تفرحين كثيراً عندما تسميعين آخر الأخبار. ثيو قابل رجل جديد وإبتدأ بلقائات الغراميه معاه. كل الذي قلتي لي عنه حصل.
إيهاث: (إحتضنها) كيف أفرح عندما أري هذا الحزن علي وجهك. أفرح عندما تكونين سعيده في حياتك وعندما أراك مع رجل يستاهلك وتشاركين حياتك مع إنسان يدخل الفرحه إلي قلبك. أنا كنت أتمني أن أكون على خطأ ولكن عقلي لم يسمح لي أن أجاريك في الذي كنت تتأملين به.
البحث عن الرجل المناسب إستمر.....هذا ليس ذكياً بما يكفي وهذالك لا يملك وعي سياسي أو إجتماعي.....و.......و....
والله تهت
ياربي وين ألاقي رجل مناسب لجانيس يكون غير مادي. يملك عمق روحي وعاطفي. لا يحب الملابس او السيارات الفخمه. متعلم ومثقف بس كحيان وما في عنده فلوس. رقبته رفيعه. معلش يكون لوطي بس عنده إستعداد علي التغيير
أمنيتي لسنة 2005 أن تجد صديقتي إنسان يستحقها وتكون سعيده معاه